ليبيا: الأطلسي يرفض الاعتذار للثوار
خاص بالموقع | يحاول الثوار الليبيون احتواء تقدم قوات العقيد معمر القذافي قرب أجدابيا، فيما رفض الحلف الأطلسي الاعتذار للثوار عن قصف دبابات أدى الى سقوط 5 قتلى بينهم.
وأبى الحلف الأطلسي أن يعتذر على قصف دبابات للمعارضة المسلحة عن طريق الخطأ، متحجّجاً بأنه «لم يكن على علم بأن قوات (الثوار) تستخدم دبابات».
وفي الوقت الذي يلوح فيه في أوروبا وواشنطن شبح الوقوع في مأزق في ليبيا، لم يحرز أي تقدم في الجبهات منذ أكثر من أسبوع. وتتركز معظم المعارك في منتصف الطريق بين مصبّ البريقة النفطي وأجدابيا التي تبعد 80 كيلومتراً تقريباً الى الشرق، حسب معلومات أوردها الثوار. ولا تزال أجدابيا التي هجرها القسم الأكبر من السكان، خاضعة لسيطرة الثوار، حسبما ذكر مراسلو وكالة «فرانس برس». وكان آلاف السكان والمعارضون قد فرّوا أمس الى معقل الثوار في بنغازي (160 كيلومتراً الى الشمال) بعد انتشار شائعات بأن القوات الموالية للنظام ستشن هجوماً وشيكاً.
عدد ضحايا بنغازي الى تصاعد (ألطاف قادري - أ ب)من جهته، قال القائد المساعد للعمليات العسكرية في ليبيا، الأميرال راسل هاردينغ «يبدو أن اثنتين من غارات أول من أمس أدّتا الى مقتل عدد من العناصر (الثوار) كانوا يتحركون على متن دبابات ثقيلة»، مضيفاً «لكنني لن أقدّم اعتذاراً». وأوضح هاردينغ أن القوات الموالية والثوار «قاموا بتحركات في الاتجاهين» على طول الطريق الساحلي السريع بين البريقة وأجدابيا. وأضاف «إذا أراد البعض اعتبار ذلك مأزقاً، فلا بأس، لكن كل ما أقوله هو أن الوضع متغير، لكنه متغير في نطاق ضيق نسبياً».
من جهته، أعلن الجنرال الأميركي كارتر هام، الذي قاد المرحلة الأولى من الحملة الجوية على ليبيا، أن عمليات القصف الجوي الدولية نجحت في حماية المدنيين في جزئها الأكبر، لكن نظام القذافي لن يسقط بالوسائل العسكرية على الأرجح.
ورداً على سؤال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ بشأن فرص نجاح الثوار في «التقدم» الى طرابلس وإطاحة القذافي، قال «أقدّر أنه احتمال ضئيل». وعندما ألحّ عليه السيناتور جون ماكين، بالسؤال عما إذا كان الوضع وصل الى «مأزق» أو الى «مأزق قريب»، قال «أوافق على ذلك ميدانياً».
لكن المتحدثة باسمه أوانا لانغسكو قالت من ناحيتها «لا وجود لمأزق ... بل على العكس، المجتمع الدولي يتقدم نحو إيجاد حل سياسي».
غارات الاطلسي على الثوار (أ ب)من جهة أخرى، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن محققين اسكتلنديين استمعوا الى وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، الذي انشق عن النظام وموجود حالياً في لندن. ويشتبه في تورطه باعتداء لوكربي الذي أدى الى 270 قتيلاً في عام 1988.
في المقابل، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف»، أن واحداً من الدبلوماسيين الليبيين الخمسة، الذين طردتهم بريطانيا لتشكيلهم تهديداً على أمنها القومي، فشل في مغادرة البلاد.
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسي يُعتقد أنه تورط بتمويل المتظاهرين المؤيدين للعقيد معمر القذافي، ولا يزال في بريطانيا منذ أكثر من أسبوع بعد منحه مهلة سبعة أيام للمغادرة.
وأضافت إن الدبلوماسي الليبي سعى إلى الحصول على مشورة قانونية وأبلغ وزارة الخارجية البريطانية أنه يعتزم إجراء عملية جراحية في مشفى خاص، وسط لندن، لكن مصادر شككت في مزاعمه وأبدت قلقها من احتمال أن يكون مستمراً في العمل لمصلحة نظام القذافي، كما أنه لا يزال يستخدم سيارة رسمية تابعة للسفارة الليبية في لندن، ويتردد على مبناها في منطقة نايتسبريدغ وسط العاصمة البريطانية.
وكانت بريطانيا قد طردت خمسة دبلوماسيين من السفارة الليبية الأربعاء الماضي، بعد اتهامهم بشن حملة ترويع ضد المعارضة الليبية في لندن، من بينهم الملحق العسكري وأربعة يعملون في القسم السياسي، ووصفهم مصدر دبلوماسي بأنهم من أقوى مؤيدي القذافي في السفارة.
مهمة المقاتلين الثوار تزداد صعوبة (ناصر ناصر - أ ب)من جهة ثانية، قال محققون من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إنهم سيزورون ليبيا هذا الشهر ليبدأوا تحقيقاً في انتهاكات قيل إن القوات الموالية للقذافي ارتكبتها، وكذلك قوات المعارضة التي تسعى إلى إطاحته.
وأحجمت لجنة التحقيق المستقلة المكونة من ثلاثة أعضاء، ويقودها خبير جرائم الحرب الأميركي شريف بسيونين، عن الكشف عن جدول زيارتها، لكنها قالت إنها ستشمل زيارة مصر وتونس.
الى ذلك، ذكرت مجلة «ذي أتلانتك» الأميركية أن القوات الموالية للقذافي اعتقلت مراسلها وثلاثة صحافيين آخرين، بينما قالت منظمة مراسلين بلا حدود إن 26 صحافياً أجنبياً طردوا من طرابلس.
(أ ف ب، رويترز)