جعجع:حزب الله يدرك ان استعمال العنف ليس نزهة يمكنه القيام بها بكل لحظة

جعجع:حزب الله يدرك ان استعمال العنف ليس نزهة يمكنه القيام بها بكل لحظة

أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ "حزب الله" يدرك أن استعمال العنف ليس نزهة يستطيع القيام بها في كل لحظة، مستبعداً تهديد "حزب الله" باستعمال العنف في قضية المحكمة الدولية انطلاقاً من المثل اللبناني "مش كل مرة بتسلم الجرّة"، لافتا إلى وجود حدّ أدنى من الدولة اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وبأكثرية داخل الحكومة وبقيادة الجيش وبقوى أمنية غير مستعدين للتنازل عن دورهم وترك المواطن اللبناني لمصيره.
جعجع، وفي حديث إلى تلفزيون "نايل لايف" المصري (يعرض مساء اليوم)، جزم أنّ المحكمة ستستمر حتى لو لجأ "حزب الله" إلى العنف، معتبراً أنّ الحزب يكون بذلك قد دفع ثمن استعماله للعنف من دون الحصول على أي مكاسب في المقابل.
ونفى جعجع أن تكون "القوات اللبنانية" بصدد مواجهة "حزب الله" في حال نزل إلى الشارع، معرباً عن اعتقاده بأنّ الدولة اللبنانية هي التي ستواجه الحزب في هذه الحال على ما ورد في تصاريح رسمية للمراجع اللبنانية، لافتاً إلى أنّ الدولة اللبنانية هي القادرة على مواجهته اذ لديها قوة شرعية وقوة القانون التي هي اقوى من اي سلاح.
ورفض جعجع قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأنّ أيّ تعاون مع المحكمة هو اعتداء على سلاح المقاومة، موضحاً أنّ "الدولة اللبنانية لا يُمكنها إلا المضي قدماً باتفاقية المحكمة الدولية التي اُقرت تحت الفصل السابع ضمن القرار 1757"، داعياً "حزب الله" لانتظار صدور القرار الاتهامي بهدوء طالما أنه مطمئن إلى براءته، مؤكداً أنّ أحداً لا يمكنه غش البشرية جمعاء بقرار اتهامي ملغوم، كما قال.
وجدّد جعجع دعوته "حزب الله" إلى "أخذ القرار الاتهامي ونقضه بمنطق القرار الاتهامي"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "حزب الله لديه امكانات كبيرة تخوّله اللجوء الى اهم مكاتب المحاماة ومراكز الدراسات وباستطاعته الاستعانة بها لنقض القرار الظني اذ من المستحيل ان يكذب احد ما على كل الناس كل الوقت ومستحيل لقرار اتهامي مزيّف ان يغش كل الناس كل الوقت".
جعجع، الذي أكد وجود احتمال كبير لوصول المحكمة إلى الجاني الحقيقي، كشف أنّ القرار الاتهامي قد يصدر خلال أسابيع ولكنه سوف سوف يُرفع خلال ايام من قاضي الاتهام الى قاضي الاجراءات الاولية الابتدائية وسيُعلن عنه بعد أن يطّلع عليه القاضي دانيال فرانسين.
ولفت جعجع إلى أنه لو كان مكان حزب الله، لسلّم أي متهم إلى المحكمة الدولية وأكمل في منطق القرار الاتهامي نفسه، معرباً في هذا السياق عن أسفه لأنه لا يرى أي نية لدى الحزب لتسليم المتهمين، مطمئناً الحزب في الوقت عينه بأنه سيرفض القرار الاتهامي في حال لم يكن مبنياً على وقائع ولم يكن الترابط فيه منطقياً.
ورداً على سؤال، رأى جعجع أنّ مبادرة السين سين هي مجرد أفكار ونوايا لن تتبلور معهم، مشيراً إلى أنّ السعودية وسوريا غير قادرتين على الوصول إلى ترجمة فعلية لمبادرتهما باعتبار ان الترجمة الفعلية يجب ان تكون من خلال الفرقاء اللبنانيين، لافتاً إلى "أننا راشدون ولدينا طاولة حوار"، متسائلاً "هل نعطّلها بانتظار السين سين؟ ما هذا المنطق؟".
واعتبر جعجع أنّ "حزب الله" وحلفاءه مصرون على مقاطعة مجلس الوزراء ما لم تأخذ الحكومة تدبيراً قضائياً معيّناً يحدّ من صلاحيات المحكمة الدولية، لافتاً إلى أنّ قرار تحويل "ما يسمونه شهود الزور" إلى المجلس العدلي اللبناني هو تطويق لعمل هذه المحكمة، مشدداً على أنّ لا حق لأحد سوى رئيسي الجمهورية والحكومة في فرض أي بند على جدول أعمال مجلس الوزراء.
وأكد انّ الحل لا يكون بالاستسلام لشروط الفريق الآخر، محذراً من أن الاستسلام يضع لبنان في داهية كبيرة، معرباً عن أسفه لكون المواطن اللبناني اتخذ رهينة وهذا ما لا يجب أن يحصل، مشدداً على وجوب أن تكمل المؤسسات الدستورية عملها بغض النظر عن الخلاف السياسي حول القرار الاتهامي.
رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" أعلن أنه لن يذهب إلى سوريا، مشيراً إلى أنّ قراره هذا يأتي بناء على تجربتَي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري إضافة إلى أن لا عمل لديه هناك، معرباً عن اعتقاده بأنّ زيارة الحريري إلى سوريا كانت خطوة صعبة بالنسبة له "ولكنه آثر التصرف حينها كرئيس حكومة لبنان أكثر منه كسعد رفيق الحريري".
واعتبر جعحع أنّ العلاقات مع سوريا لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه، لافتاً إلى أنّ السوريين لم يستطيعوا بعد أن يتحملوا فكرة أنّ لبنان كيان مستقل، مشبّهاً لبنان في القاموس السوري بالسيارة المعطّلة "فإذا احتاجت سوريا عجلة أو باباً تأخذهما من هذه السيارة".
وفي سياق آخر، تساءل جعجع عن سبب عدم ترسيم الحدود حتى الآن، داعياً أيضاً لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لافتاً إلى أنّ تمويل هؤلاء الفلسطينيين وتدريبهم وقيادتهم موجودة في الشام. وأثار أيضاً ملف المعتقلين في السجون السورية، متحدثاً عن استهتار سوري في هذا الملف تجاه الدولة اللبنانية.
وفيما جدّد جعجع انتقاد الاستقبال الحزبي للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لدى زيارته لبنان، مبدياً انزعاجه من كلام الرئيس الايراني من الجنوب حيث حاول أن يرسم استراتيجية للبنان وأن يضعه في محور معيّن، لفت إلى أنّ كل الدول عادت للتدخل في الشؤون اللبنانية اثر هذه الزيارة.
وأعرب جعجع عن اعتقاده بأنّ الأشهر المقبلة ستكون دقيقة، متوقعاً استمرار حالة التشنج في البلاد، مستبعداً في الوقت عينه إمكانية اندلاع حرب، مشيراً إلى أنّ كل الأفرقاء بمن فيهم "حزب الله" اتعظوا من التجارب السابقة وبالتالي لن يقدم أحد على الانتحار، متمنياً في الوقت عينه على الرئيس السوري بشار الأسد أن يقوم بمراجعة كل السياسة السورية تجاه لبنان.
ولفت جعجع إلى أنّ مصالح مصر الاستراتيجية تتلاقى تماماً مع المصالح اللبنانية، مشداً بموقف مصر من المحكمة الدولية والابتعاد عن العنف والاعتماد على المؤسسات الدستورية.
جعجع، الذي جدّد وضع سنوات سجنه الاحدى عشرة في إطار "الضغط السياسي"، عبّر عن استعداده لاستعراض كل مخالفات الحرب اللبنانية "فاما ان نستعرض وضع الحرب بأكملها واما لا يُمكننا أن نسأل فرداً ماذا فعل خلال الحرب"، قائلاً "خلال هذه الحرب ان اكثر فريق منضبط ومنظم كان فريق القوات اللبنانية". ورأى أنّ اتهام "القوات اللبنانية" كمؤسسة بالمسؤولية عن مجزرة صبرا وشاتيلا أمر ظالم.
وأكد أنه ليس نادماً على تسليم سلاح "القوات اللبنانية"، معتبراً أنّ السلاح في أيدي الآخرين هو "مصيبة" عليهم بخلاف ما يفكر البعض.