mazen audi مؤسس المنتدى
الجنس : الوطن : المزاج : الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 1235 نقاط : 2975 السٌّمعَة : 7 العمر : 35
| موضوع: عشوائيات دمشق ما زالت تحتضن «السراب» الأحد يونيو 05, 2011 2:25 am | |
| عام 1997 بدأ مشوار نجيب نصير وحسن سامي يوسف في كتابة المسلسلات. من «نساء صغيرات» إلى «زمن العار»، قدّم الرجلان أعمالاً درامية جذبت الجمهور، وحجزت مكانها على الخريطة الرمضانية. هذا العام يعود نصير ويوسف إلى التعاون الفني من خلال نص مسلسل «السراب» للمخرج مروان بركات، والذي انتهى تصويره أخيراً. إذاً موعدنا في رمضان 2011 مع عمل جديد يركّز على طبيعة الحياة في دمشق، من خلال الإضاءة على ثلاث طبقات اجتماعية تعيش في العاصمة السورية: الأغنياء، سكان الشام الأصليون، وسكان العشوائيات. هكذا نتابع قصة عائلة تاجر أدوية، يتأثر أبناؤه بنمط الحياة الغربية بما أن زوجته أوروبية. ثم ننتقل لنشاهد حياة طالبين وصلا إلى دمشق للدراسة، يستأجران غرفة صغيرة في العشوائيات. وفي خطّ موازٍ نتعرّف إلى نمط حياة عائلات دمشقية تقليدية. ومع احتكاك هذه الشخصيات بعضها ببعض، يتصاعد الخط الدرامي. ينفي الكاتب نجيب نصير أن يكون السيناريو يخفي رسائل مبطّنة، «بل إن القصة نفسها تشرح كل الدلالات المطلوبة... باختصار، إن النماذج الاجتماعية التي يعرضها العمل، تكشف عن الإرث الثقافي لمختلف سكان الشام». أما حسن سامي يوسف فيقول إنّ «الفساد وطرق التأقلم معه تشغل حيّزاً من الأحداث، فنكشف طرقاً عدة للتعامل مع هذه الآفة، خصوصاً عند المستفيدين منها. وهذه النقطة تحديداً هي الخط المشترك بين أغلب شخصيات العمل». يبدو واضحاً من خلال السيناريو أن الثنائي السوري اختار العودة مجدداً إلى العشوائيات، وهي نوع درامي أسّس له نصير ـــــ يوسف، ليتحوّل إلى موضة رائجة في المسلسلات السورية. ولكن يوسف يدافع عن خياراته مع شريكه قائلاً «لم نتعرض للعشوائيات إلا في «الانتظار»، و«أيامنا الحلوة». ومع ذلك يبقى التركيز على سكان هذه المناطق مهماً، لأنهم يعكسون نمط تفكير سائداً في الوسط الدمشقي، ولا يمكن استبعادهم عن الأحداث، إذ إنهم يمثلون أكثر من سبعين في المئة من سكان العاصمة السورية». في الإطار نفسه، يعلن نصير أن للعشوائيات بعداً سياسياً، واجتماعياً مهماً، فهي تعكس جزءاً من التاريخ المعاصر والمرير عند العرب، «ولا بد من العودة إليها دائماً لأنها أولاً جزء من الفوضى الاجتماعية، ثم لأنها تحتضن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تذكّر بهزيمة العرب الكبرى». من جهة أخرى، يتفق الكاتبان على أنهما لم يتعمّدا يوماًَ مفاجأة المُشاهد بقسوة ما يكتبانه، «بل إن الصدمة عند الجمهور هي نتيجة التعاطي مع المجتمع ومشاكله وآفاته بصدق كبير». ورغم النجاح الكبير الذي حققته مختلف أعمال نصير ـــــ يوسف في السنوات الأخيرة، يرى بعض النقاد أن مسلسلاتهما تغرق في السوداوية، في وقت يبحث فيه المشاهد عن مادة فنية تبعده عن همومه اليومية، وتمثّّل له متنفساً يسليه ويمتعه. يرفض يوسف هذه الاتهامات، مدافعاً عن «السراب»: «المسلسل ليس متشائماً، بل إنه يحتوي على عنصر الكوميديا السوداء، ويعرّج على مواضيع اجتماعية مهمة، مثل مفهوم العذرية وطريقة تعاطي المجتمع معها». ولكنه يعود وينتقد مسلسله، وباقي الأعمال التي ستعرض هذا العام، لأنها ستكون متأخرة عن اللحاق بالتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، «باستثناء الأعمال التاريخية التي تتّكئ على أحداث ماضية». ولعل السيناريو ليس وحده عنصر النجاح المتوقع لهذا العمل، بل إن مجموعة النجوم التي تشارك فيه تمثّل عاملاً مهماً لجذب الجمهور، إذ يطلّ في «السراب» كلّ من بسام كوسا، وسلافة معمار، ونسرين طافش، وقيس الشيخ نجيب، وعلي كريم، ونجلاء خمري... وغيرهم من أبرز وجوه الدراما السورية. تتحدّث نسرين طافش عن دورها في هذ المسلسل، قائلة إنها تجسّد دور فتاة غنية، هي ابنه عائلة تملك معملاً للأدوية، تقع في حب شاب فقير وترفض التخلي عنه أو إنهاء علاقتهما، رغم كل الضغوط الاجتماعية: «ولعلّ أكثر ما يميّز هذه الشخصية هو أنها متحررة وصادقة مع نفسها ومع الآخرين، فترفض ارتداء الوجوه والأقنعة الكاذبة والمزيّفة. كذلك فإنها تعيش إشكالية عاطفية حقيقية تؤسس لمسار الأحداث، وتخلق جزءاً من التشويق في العمل، ما يجعلني أتحفّظ على الكثير من التفاصيل حتى موعد العرض». باختصار، يبدو أن كل مقوّمات النجاح موجودة في مسلسل «السراب»، ولكن يبقى الرهان على القدرات الإخراجية لمروان بركات الذي يتعامل للمرة الأولى مع الثنائي السوري المميز نجيب نصير وحسن سامي يوسف. |
|