مجلة الشبكه:ملحم زين لبى نداء "الشبكة" الإنساني فرافقناه من المطار إلى المستشفى
ملحم زين
لبى نداء "الشبكة" الإنساني... فرافقناه من المطار إلى المستشفى!
لم يبخل في تلبية نداء إنساني حين طُلب منه ذلك، متعالياً على مشقات السفر والإرهاق والتعب، لأن نداء الطفل ياسر الحاج حسن، إبن الـ 13 ربيعاً، كان أقوى وأكثر تأثيراً من أي شيء آخر. ياسر الذي يعاني مرضاً عضالاً منذ نحو الثلاث سنوات، كان حلمه الدائم لقاء "ريس الأغنية اللبنانية" ملحم زين...
الإعلامية داليا أحمد أحدى مقدمات نشرات الأخبار في تلفزيون "الجديد" كانت صلة الوصل بين ياسر ومدير تحرير "الشبكة" طوني خوري، الذي بدوره كان يتواصل مع الفنان ملحم زين عبر مدير أعماله كريم أبي ياغي، لوجود زين خارج لبنان، وتحديداً في مهرجان "الدوحة". ولأن للجانب الإنساني حيزاً مهماً من شخصية ملحم، كان ردّه إيجاباً ومرحّباً، هو الذي تذوّق طعم الأبوّة أخيراً، ويعرف "أبو علي" تماماً ماهية أن نُدخل الفرحة إلى قلوب هي بأمسّ الحاجة إليها، فكيف بالحري إلى قلب طفل يعاني ما يعانيه!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في مطار بيروت الدولي، كان بانتظارنا ملحم عند التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي، كما كنا قد اتفقنا معه مسبقاً، لننتقل معاً في ما بعد إلى مستشفى "بهنام" حيث يتلقى ياسر العلاج، فتكون مفاجأة له طالما انتظرها...
وفي المطار، التقينا أيضاً شمس الغنية اللبنانية نجوى كرم يرافقها مدير أعمالها طارق أبو جودة والفنان طوني حنّا... إذ إنّ الطائرة نفسها أقلّت على متنها نجوماً أحيوا إحدى الليالي اللبنانية في مهرجان الدوحة، ومنهم أيضاً الموسيقار ملحم بركات، والملحّن عماد شمس الدين.
ملحم زين الذي بدا مرهقاً جراء متاعب السفر، وعلى الرغم من أنه سيعود ليسافر متجهاً إلى أميركا بعد ساعاتٍ قليلة على وصوله، استعداداً لحفل رأس السنة هناك، فنّه لم يتأخر عن ذلك النداء الإنساني عبر "الشبكة". وعلى الرغم من إصرار ملحم على عدم تصوير الحدث، رغبة منه في أن يكون خاصاً جداً وبدافع إنساني لا أكثر ولا أقل، وقد رجانا عدم إحضار مصور الكاميرا معنا، فإننا لم ننصع لقراره، واصررنا على إظهار هذا الجانب الإنساني في شخصية ملحم... وقد حاول مراراً وتكراراً اقناعناً بعدم التصوير، فلم يفلح.
رافقنا ملحم إلى المستشفى برفقة والده، وكان في استقباله طفل يحمل باقة من الورود، فتبيّن أنه صديق ياسر ويدعى علي، وكان قد خضع لعلاج وتماثل للشفاء، وحضر خصّيصاً ليشكر لملحم زين لأنه لبى نداء صديقه وحضر، وليعبّر في الوقت نفسه عن مدى حبه وإعجابه به.
في الطبقة الخامسة، حيث يرقد ياسر في سريره، انتظرتنا والدته وخاله وبعض أقربائه ومدير المستشفى، وكانت الفرحة بادية على وجوه الجميع، لأنهم كانوا على يقين بأنّ مفاجأة مماثلة شكلت حلماً لياسر قد تعيد إليه الأمل وإلى قلبه الفرح والسعادة، هو الذي يفتقدها في حالته.
بدهشة وتعجب استقبل ياسر دخول ملحم زين غرفته، حيث يرقد في سريره، وحار كيف يعبّر عن فرحته، فكان الارتباك والصمت سيدي الموقف في البداية...
ملحم الذي بدا متأثراً أمام الحالة التي شاهدها، تماسك نفسه، عانق ياسر وقبّله وصديقه علي إلى جانبه، وراح يشد من عزيمته زارعاً الأمل في قالبه ومازحه...
أما والدة ياسر، التي بدت فرحة لفرحة ابنها، على الرغم من الغصة والحرقة والمعاناة التي تخفيها وراء ابتسامتها الظاهرة، فلم تكفّ عن شكر ملحم على مجيئه لزيارة ياسر، واخبرته أنهم منذ ثلاث سنوات وهم يحاولون لقاءه، الى حدّ أنها زارت بلدة "شمسطار" (البعلبكية) وسألت عن منزله، وعملوا على إيجاد رقم هاتفه، فلم يفلحوا...
وأخبرته أن ياسر أحبه منذ إطلالته في برنامج "سوبر ستار"، وكان يتمنّى لو أنه شارك في التظاهرة التي نظمت حينها لدعم ملحم زين، كما أنه يحفظ كل أغانيه من ظهر قلب، ويردّدها دائماً... أما عن الأغنية الأحب إلى قلبه، فقال ياسر إنها "علواه" وطلب من ملحم أن يغنيها له، وهكذا فعل. وبعدها أخذ ملحم هاتف ياسر وسجّل عليه رقم هاتفه الخاص، وطلب منه أن يتصل به ساعة يشاء. كذلك فعل مع الطفل علي... وسألنا ملحم (ممازحين): هل تشجّع ياسر على مزاولة الغناء؟ فردّ (ممازحاً): بعد الذي شهدته في مهرجان "الدوحة" بالتأكيد لا... (وضحك الجميع). (وتابع ملحم): فليعش بفرح واستقرار...
وسألت ياسر: ماذا تحب في ملحم زين؟
فقال: كل شيء.
الشبكة: ماذا لو أساء أحدهم إليه أو حاول أذيته، كيف تكون ردّة فعلك؟
ياسر: أقتله.
الشبكة: وسألنا والدة ياسر عمّا إذا كانت أمنيته قد راودته بعدما شاهد حلقة من برنامج "كلام الناس" عرضت أخيراً، وظهر فيها ملحم حيث كان يلبي أيضاً أمنية الشاب مصطفى الذي يعاني ايضاً مرضاً عضالاً. فنفت ذلك، وأخبرتنا أن إحدى العاملات في المستشفى، وتدعى زينب وتتابع حالة ياسر، سألتها عن الأماني التي يتمنى ياسر أن تتحقق، فقالت لها الأم أنه يحب أن يلتقي الفنان ملحم زين.
كانت مفاجأة أخرى أُعدّت له، إذ دخلت قريبة ياسر وهي تحمل قالب حلوى عليه شموع... فقطع ملحم وياسر القالب... ولا شك في أن فرحة الأخير كانت كبيرة جداً.
"الله يخليلك ابنك عليّ"، كانت العبارة التي ردّدها جميع الحاضرين للمبادرة الطيبة التي قام بها ملحم زين حيال ياسر. ولدى مغادرتنا المستشفى، لم تستطع الوالدة أن تتمالك نفسها، فخانتها دموعها وانهمرت تأثراً،
لأن نجومية الفنان تسمو أكثر وتعلو قيمتها عندما تلمس الجانب الإنساني والمشاعر الخاصة... إن ملحم زين هو نجم بامتياز، وفرح العطاء الذي زرعه في نفوس كل من شهد هذا الحدث فعلاً لا يساوي أي فرح آخر.
وبدورنا، ندعو لياسر بالشفاء العاجل، ونتمنّى من الله أن يحفظ ملحم وعائلته الصغيرة والكبيرة.
هدى قزي