القاهرة - دار الإعلام العربية
وسط حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض، وغياب شبه تام للمبدعين الشبان، يختتم ملتقى الراوية العربية أعماله مساء الأربعاء 15-12-2010، وذلك على الرغم من مناقشة الملتقى للعديد من الأبحاث المهمة التي عززت حيويته ودوره المهم في الثقافة العربية.
أول الانتقادات وجهها الروائي محمد جبريل، الذي قال إن : "القائمين على الملتقى نسوا أو تناسوا أنني روائي له اسم، وتعاملوا معي على أنني مجرد ناقد، فطلبوا مني المشاركة في مناقشة مجموعة قصصية فقط، ولذلك اعتذرت عن عدم المشاركة في المؤتمر بشكل عام".
حالة تبلد محمد جبريل وأشار جبريل إلى أن مقاطعته المؤتمر ليست وليدة اللحظة، مؤكدا أنه لا يشارك بشكل عام في أي مؤتمرات أو ملتقيات، مفضلا التفرغ للكتابة.
وطالب بضرورة اتساع عملية التنظيم للملتقيات الثقافية حتى تتاح المشاركة للجميع في إبداء الرأي والتنظيم ووضع البرامج وإدارة المناقشات، وألا ينفرد بالأمر شخصان أو ثلاثة دون الآخرين، فنتعامل بنظرية الهرم المقلوب: "بدلا من عقد الملتقى لمناقشة قضية مطروحة يحدث العكس، نعقد الملتقى ثم نبحث عن القضية، وهنا تختفي الموضوعية".
من جانبه قال الروائي أحمد الشيخ: "كنت أتخيل مع تاريخي في مجال الكتابة أن أكون على رأس المدعوين للمشاركة في فعاليات الملتقى، أو ضمن اللجنة المنظمة، لكن ما حدث كان عكس توقعاتي تماما، فقد تجاهلني القائمون عليه ولم يوجهوا لي حتى دعوة للمشاركة، لذلك قاطعت الملتقى".
وأشار إلى أن هناك حالة من التبلد تسود المؤسسات الثقافية الرسمية، ما تسبب في وجود خلل في العملية التنظيمية لمثل هذه الملتقيات، وإن أكد أن أي ملتقى ثقافي ينعقد هو في صالح الحالة الثقافية والأدباء، وأن ما يعتريه من سلبيات هو خطأ المنظمين وليس الملتقى نفسه.
مكاوي سعيد وقال الروائي مكاوي سعيد إن أهم ميزة للملتقى أن نلتقي بالكتاب مصريين وعربا، ونتعرف إلى الجديد في عالم وحياة كل منهم، وتبادل المعارف والخبرات، مشيرا إلى أن هناك أشياء كثيرة تنقص الملتقى حتى يؤتي ثماره، لافتا إلى ضرورة تجنب تكرار الشخصيات في كل دورة والتغافل عن دعوة الأجيال الجديدة من الكتاب، ولعل ذلك أبرز أسباب عزوف المبدعين الشبان عن حضور فعاليات الملتقى.
بدوره، يرى الناقد محمد قطب أن الحشد الكبير من الدراسات والجلسات تسبب في تشتت وضياع معالم الملتقى، خاصة أن محاوره محدودة لا يستلزم لمعالجتها هذا الكم الكبير من الدراسات.
وأضاف أن القائمين على الملتقى تجاهلوا دعوة شخصيات أدبية لها ثقل سواء في مصر أو الدول العربية، وهذا يدل على أن المنظمين لا يهتمون سوى بدعوة من تسلط عليه الأضواء، حتى وإن كان إنتاجه الأدبي ضعيفا.. أيضا تم تجاهل دعوة الجمعيات الأدبية للمشاركة مثل نادي القصة ودار الأدباء وأتيلييه القاهرة ورابطة الأدب: "قمت بلفت نظر المنظمين للملتقى في دوراته السابقة لدعوة هذه الجمعيات نظرا لما تحققه من إضافة مؤثرة في فعالياته، لكن الأمر لم يؤخذ بعناية واهتمام"!!
متميز ومثمر! أحمد الشيخ على الجانب الآخر، أكد الناقد يوسف نوفل أن المؤتمر يمتاز بالكثير من الأشياء أبرزها التجمع الكبير الذي يناقش فن الرواية من جوانبه، أيضا تنوع المحاور والأبحاث وتنوع الأدباء مصريين وعربا من بيئات شتى، كذا التنوع في الجلسة الواحدة حيث يشارك الناقد والمبدع في إدارة الندوات والمناقشات. لكن: "يؤخذ على الملتقى نسيانه دعوة بعض الشخصيات المهمة".
ويؤكد الناقد شريف الجيار أن أول ما يلفت النظر في هذا الملتقى هو عروبته، كونه يضم مائتي أديب وباحث من كل البلدان العربية، أيضا ما يشهده من تلاقح الأفكار بين المثقفين ومحاولة معرفة كل مثقف كل جديد في بلد المثقف الآخر.
يتفق معه الناقد عمر شهريار قائلا: "المؤتمر حاول جمع عدد كبير من المبدعين لتبادل الخبرات خاصة مع حيوية القضية المطروحة التي تأخرنا كثيرا في مناقشتها".
وأشار إلى عدم وجود مآخذ واضحة على الملتقى، مؤكدا أنه جيد التنظيم، وأضاف: "المشكلة الوحيدة فقط هي كثرة الشخصيات المشاركة ما اضطر الجهة المنظمة إلى إقامة أربع ندوات في وقت واحد".