معين شريف: سنظلّ نناضل للحفاظ على تراثنا وأصالتنا الفنية
كاتب الموضوع
رسالة
nannousah zein المديرة العامة
الجنس : الوطن : المزاج : الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 845نقاط : 2267السٌّمعَة : 23العمر : 35
موضوع: معين شريف: سنظلّ نناضل للحفاظ على تراثنا وأصالتنا الفنية الجمعة أكتوبر 08, 2010 10:07 pm
حادثه: يوسف بلوط - تشن شركات الانتاج الفنية حرباً ضد الثقافة العربية، إذ تدعم الأغنية الهابطة والمبتذلة لإسقاط الأصالة الفنية العربية. كلام قاله الفنان معين شريف لـ«البناء» مؤكداً «ان الفن في لبنان في انحدار هائل نتيجة المؤامرات الداخلية والخارجية». وأضاف: «لن نستسلم أمام هذه الموجات بل سنظل نناضل للحفاظ على تراثنا وأصالتنا الفنية مهما كان الثمن»، داعياً الفنانة نجوى كرم الى «العودة إلى أصالتها». يتحسر شريف على زمن ماض قائلاً: «كنا بلد فيروز ووديع الصافي وزكي ناصف وصباح وغيرهم من العمالقة وانحدرنا الى مستوى أسماء لا أريد أن أذكرها. لا أفهم كيف أن شركة انتاج كبيرة تتكبد خسارة سنوية دائمة تستمر في دعم الأغنية الهابطة؟». يتذكر معين شريف انطلاقته قائلاً: «في بداياتي، كنت أختار أغاني للفنان الكبير الأستاذ وديع الصافي لأنه المطرب الوحيد الذي أستطيع من خلال أغانيه أن أبرز إمكانات صوتي. قارن الناس ـ وهذا فخر ووسام شرف لي ـ بيني وبين الأستاذ وديع الصافي، وشعرت بقدر كبير من المسؤولية، أن أحمل لواء المحافظة على التراث المتجسد بهذه الأغاني وأنا من تلامذة الفنان وديع الصافي. من جهة ثانية، أعطاني حافزاً لأكون أكثر دقة في اختياري للأغاني الخاصة وشكل مدماكاً قوياً يمكن أن أبني فوقه ناطحات سحاب». { من يتابع مسيرتك الفنية يلاحظ أنك حوربت من أشخاص ومؤسسات... هل تعتبر الأمر موجهاً ضدك شخصياً أم ضد نهجك الفني؟ ـ أعتقد أن هذه الحرب ليست موجهة ضد أشخاص بل تستهدف الثقافة العربية بشكل عام ومن يمثلها. ما نشهده على المستوى الفني هو حرب شاملة هدفها القضاء على ثقافة الشعوب العربية وحضاراتها التي تتكون من الأدب والفن والموسيقى. والجهة التي تقوم بالحرب باتت معروفة للجميع. ينبغي لمواجهة ما يحصل ألا نستسلم. وأنا لن أستسلم لهذه الجهة طالما لدي إيمان بالله الذي أعطاني هذه الموهبة التي يجب أن تحمل رسالة سامية ونبيلة لا أن توظف في أماكن رخيصة. إن الموجة عاتية جداً، وأمام هذا الوضع أقول «لا تكن ليناً فتعصر ولا قاسياً فتكسر». هذه الموجة يتبناها الجزء الأكبر إن لم نقل كل الإعلام العربي عن قصد أو عن غير قصد، لا أدري، لكن المؤكد أن ما يعرض على الشاشات اليوم جعل المستوى الفني منحدراً. على الصعيد اللبناني مثلاً، بعدما كنا بلد فيروز ووديع الصافي وزكي ناصيف وصباح انحدرنا الى مستوى أسماء لا أريد ذكرها صارت تمثل الأغنية اللبنانية! لكي نقف في وجه هذه الموجة التي جعلت الجمهور يألف سماع الأغاني الرخيصة، لا نستطيع تغيير ذوق هذا الجمهور دفعة واحدة. أحاول أن أسير بين النقاط كي أصل إلى الجمهور، وعندما أصل أكون اجتزت شوطاً كبيراً وأستطيع تغيير هذا الذوق الذي فرضته جهات معينة، مقدماً أعمالاً فنية راقية. هناك أسباب غير فنية تؤدي الى ندرة في الأعمال الأصيلة، منها مشكلة الإنتاج الذي أصبح حكراً على شركة واحدة. منذ نحو اثني عشر عاماً حصل بيننا وبين هذه الشركة سوء تفاهم أدى الى مشكلة دفعتنا الى اللجوء الى القضاء لينصف بيننا، ولا نتائج عملية حتى الآن، فما زالت الشركة تنتج فناً رخيصاً. أما مشكلة الانتاج فإن الفنان لا يستطيع وحده انتاج أغانيه الخاصة لأن التكاليف مرتفعة جداً، ولو تحدثنا بالأرقام فإن كلفة الأغنية كلمات ولحناً وتوزيعاً ودعاية تصل الى ربع مليون دولار. ألفت هنا الى أنني مذ تعاملت مع تلك الشركة أعلم أنها تتكبد خسارة سنوية دائمة تتراوح بين 35 و42 مليون دولار، في مكتب بيروت فقط. أسأل لمصلحة من هذه الخسارة؟ لِمَ لم تقفل هذه الشركة طالما أنها لم تحقق أرباحاً؟! وقد يكون الجواب أن الهدف أغلى بكثير من هذه الخسارة! الحمد لله أنني في وضع أفضل من فنانين كثر يعانون ما أعانيه، فالجمهور يساندني دائماً وأنا أحترمه ولا أكذب عليه. { ما رأيك بالفنانين الذي اتخذوا موقفاً معيناً خلال الأزمة في لبنان؟ ـ أنا إلى جانب الحق ضد التفرقة. وإذا كان لدي خطاب في أعمالي الفنية يجب أن يكون خطاباً جامعاً، وليس مصلحة لنا كلبنانيين ولا كعرب أن تكون بيننا تفرقة. { ما الجديد الذي تعد به؟ ـ أكثر ما يمكن أن أعد به حالياً هو مواصلتي إحياء التراث الغنائي اللبناني. أنوي تسجيل أغاني بصوتي للفنان الراحل الكبير نصري شمس الدين الذي ترك رحيله الباكر حسرة في قلوب محبيه. ورغم أن الموت قضاء وقدر إلا أن تغييب أعماله الفنية ليس قضاء ولا قدراً. ولإحياء هذه الأعمال الرائعة سأقدم «نصريات معين شريف» كما أنوي لاحقاً تقديم «ناصيفيات معين شريف» إحياء لذكرى الفنان الكبير زكي ناصيف. وكان هناك مشروع لإعادة تسجيل عدد من الأغاني التي لحنها الأستاذ الياس الرحباني، لكن العائق الإنتاجي حال دون ذلك، وننتظر ظروفاً ملائمة لهذا المشروع. كما أنني في صدد تحضير عدد من الأغاني بالتعاون مع عدد من الملحنين والشعراء الكبار، وأذكر منهم الشاعر الكبير طلال حيدر. { غنيت «جنريك» عدد من المسلسلات مثل «زمن الأوغاد» و»قاع المدينة» و»الحوت» وحديثاً جنريك مسلسل «يا صديقي» من كلمات الشاعر طلال حيدر... ما رأيك في هذه التجربة والى أي مدى تساهم في شهرة الفنان؟ ـ بالنسبة الى جنريك «يا صديقي» حين سجلت الأغنية أحببت كلماتها كثيراً وتأثرت بها ولم أكن أعرف كاتب كلماتها وقلت في نفسي: طالما أحببت هذه الأغنية لا بد من أن تكون لشاعر مهم أعرفه وأحس بكلماته لأنه موجود في داخلي أصلاً، أو هي موهبة جديدة فرضت نفسها عليّ. وحين سألت الملحن أجابني بأنها للشاعر طلال حيدر. شعرت بمسؤولية كبيرة وطلبت اعادة التسجيل، فللقصيدة خصوصية معينة ويجب أن أغني لطلال حيدر قبل أن أغني للجمهور. كانت أغاني الجنريك تجربة مهمة. أعمال كهذه تساهم في إيصال الأغنية على مساحة أوسع ولا تحتاج الدعاية. { لمن تحب أن تسمع من فناني جيلك؟ ـ على صعيد لبنان هناك عدد كبير من الأصوات مثل وائل جسار، ملحم زين، عبير نعمة، وآدم الذي غنّى جنريك مسلسل «العار» وكان رائعاً. كذلك فضل شاكر على صعيد الأغاني الرومانسية. وفي مصر أحب صوت أمال ماهر، وفي الخليج حسين الجسمي. { ما هو موقفك من مهرجانات بعلبك؟ ـ حين ترحل اللجنة القيمة على مهرجانات بعلبك سأكون في عداد المشاركين في المهرجانات. لديّ ملاحظة على ما يحصل في حفلات بعلبك، فثمة بين عشر حفلات تسع لفرق أجنبية. لست ضد التنويع لكن يفترض أن بعلبك مرتبطة بالفولكلور والتراث العربي لا اللبناني فحسب، فهناك غنت فيروز وأم كلثوم وصباح ووديع الصافي وآخرون من العمالقة. إن إحياء حفلة ضمن مهرجانات بعلبك يتطلب الكثير من العمل والتحضير فلبعلبك هيبتها ومكانتها. ولا تقل مهرجانات بيت الدين عن بعلبك أهمية، كما لا تقل صور أهمية عن بيت الدين وبعلبك. السؤال المطروح دائماً: لِمَ النجاح الدائم لمهرجانات بيت الدين ولِمَ الفشل الدائم في صور وبعلبك... الجواب هو بالتأكيد لدى اللجان المشرفة على هذه المهرجانات. أثني هنا على دور رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط.