التعريف:
تسبب هذه المتلازمة ألماً مزمناً حارقاً في الفم، قد يؤثر على اللسان أو الشفتين أو اللثة أو باطن الخدين أو سقف الفم، أو قد ينتشر في مساحات واسعة ضمن كامل الفم، و قد يكون هذا الألم شديداً كما حروق السوائل الحارة.
من غير المؤكد وجود سبب محدد لهذه المتلازمة، الأمر الذي يزيد من صعوبة العلاج و لكن يجب على المريض أن لا يفقد الأمل. يمكن السيطرة على متلازمة اللسان الحارق بالتعاون مع الفريق الطبي.
من الأسماء الأخرى لهذه المتلازمة: متلازمة الفم المحروق و متلازمة اللسان الحارق و متلازمة الشفتين الحارقتين و ألم اللسان و ألم الفم.
الأعراض:
تتضمن أعراض متلازمة الفم الحارق مايلي:
إحساس حارق يؤثر على اللسان أو الشفتين أو اللثة أو سقف الحلق أو الحلق أو كامل الفم.
إحساس بالنمَل و الخدر في الفم أو في قمة اللسان.
ألم في الفم يسوء بمرور اليوم.
إحساس بجفاف الفم.
عطشٌ متزايد.
تقرح الفم.
فقدان حس التذوق
تغيرات في حس التذوق، كالإحساس بطعم مرٍّ أو معدني في الفم.
يتميز الألم الناجم عن هذه المتلازمة بعدة أنماط مختلفة، و قد يتكرر يومياً مترافقاً بألم بسيط مع استيقاظ المريض يزداد سوءاً بمرور اليوم، أو قد يبدأ بمجرد استيقاظ المريض و يستمر طيلة اليوم، أو قد يظهر و يختفي و يمكن عدم حدوث الألم إطلاقاً.
مهما كان نمط الألم، قد تستمر هذه المتلازمة لعدة سنوات، و لكن في بعض الحالات، قد تزول الأعراض بشكل فجائي، أو يخف تواترها، و لا تسبب هذه المتلازمة تغييرات ملحوظة للسان أو الفم.
تجب مراجعة طبيب الأسنان بالسرعة القصوى لدى الإحساس بألم أو حرقة في اللسان أو الشفتين أو اللثة أو أي منطقة من الفم، و قد يتطلب الأمر أن يتعاون المريض و الطبيب معاً لتحديد السبب و وضع خطة علاجية فعالة.
الأسباب :
تصنف أسباب هذه المتلازمة إلى أولية و ثانوية
أسباب متلازمة الفم الحارق الأولية
عندما لا يُعرف سبب متلازمة الفم الحارق تصنف الحالة على أنها بدئية أو مجهولة السبب ، و يقترح بعض الباحثين أن متلازمة الفم الحارق البدئية مرتبطة بمشاكل في حس التذوق و الأعصاب الحسية التابعة للجهاز العصبي المحيطي أو المركزي.
متلازمة الفم الحارق الثانوية
أحياناً تنجم هذه المتلازمة عن حالة طبية كامنة، كالعوز الغذائي، و في هذه الحالات، تسمى متلازمة الفم الحارق الثانوية.
من المشاكل الكامنة المرتبطة بهذه المتلازمة:
جفاف الفم: الذي قد ينجم عن أدوية متعددة أو أمراض مختلفة.
المشاكل الفموية الأخرى: كالإصابة الفطرية الفموية (السلاق الفموي) أو الحزاز المسطح الفموي أو اللسان الجغرافي.
العوامل النفسية: كالقلق أو الاكتئاب أو المخاوف الصحية الزائدة.
العوز الغذائي: كنقص الحديد أو الزنك أو الفولات (فيتامين B9) أو الثيامين (فيتامين B1) أو الريبوفلافين (فيتامين B2) أو
البيرودوكسين (فيتامين B6 ) أو الكوبولامين (فيتامين B12).
الأسنان الاصطناعية: التي قد تسبب الضغط على بعض العضلات و الأنسجة في الفم، مسببةً الألم، كما قد تهيج المواد الداخلة
في تركيب هذه الأسنان أنسجة الفم.
الأسباب العصبية: أذية الأعصاب المسؤولة عن حس التذوق و الألم في اللسان.
الحساسية و التفاعلات تجاه الأطعمة أو المنكهات الغذائية أو غيرها من الإضافات الغذائية أو العطور أو الأصبغة أو المواد
الأخرى.
قلس الحمض المعدي (داء القلس المعدي): الذي يدخل الفم من السبيل المعدي المعوي العلوي.
أدوية معينة: كأدوية ارتفاع الضغط من فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) inhibitors
بعض العادات الفموية: كعض اللسان أو احتكاك الأسنان(صرير الأسنان).
الاضطرابات الغدية: كالداء السكري و قصور الدرق.
اختلال التوازن الهرموني: مثل الاختلال المصاحب لسن اليأس.
التهيج الزائد للفم: كالذي ينجم عن المبالغة في تنظيف اللسان أو الاستخدام الزائد للغسولات الفموية أو تناول الكثير من العصائر الحامضية.
تعتبر هذه المتلازمة نادرة، و يزداد خطر الإصابة بها:
لدى النساء
لدى من بلغ الخمسينات و الستينات و حتى السبعينات من العمر.
غالباً ما تبدأ هذه المتلازمة تلقائياً دون أيَّ عواملَ محرضة معروفة، و لكن تقترح بعض الدراسات البحثية عوامل معينة قد تزيد خطر
الإصابة بهذه المتلازمة، و تتضمن:
الذوّاقون، أي من لديهم نسبة عالية من النتوءات الصغيرة على أسطح ألسنتهم، و التي تحتوي حليمات التذوق.
إنتانات السبيل التنفسي العلوي.
العمليات السنية السابقة.
التفاعلات التحسسية للأطعمة.
الأدوية
العادات الحياتية الضارة
الشدة و التوتر.
المضاعفات:
المضاعفات الناجمة عن أو المرافقة لهذه المتلازمة مرتبطة بشكل أساسي بالألم و تتضمن:
صعوبة النوم.
التهيج
الاكتئاب
القلق
صعوبة تناول الطعام
تراجع النشاط الاجتماعي للمريض
تأثر علاقاته مع الآخرين
العلاج:
لا يوجد طريقة مؤكدة لعلاج متلازمة الفم الحارق البدئية، و لا زلنا نفتقر إلى دراسات مؤكدة عن معظم الطرق الفعالة. يعتمد العلاج على الأعراض و العلامات لكل مريض، و على الأسباب الكامنة التي قد تكون السبب في هذه المتلازمة لذا من المهم تحديد سبب المتلازمة بدقة. حالما تتم معالجة سبب المتلازمة الأساسي سوف تتحسن أعراض متلازمة الفم الحارق.
إن لم يُعثر على السبب، يصبح العلاج تحدياً حقيقياً، إذ لا علاج معروف لمتلازمة الفم الحارق البدئية، و قد يضطر المريض لتجربة عدة
علاجات قبل أن يجد العلاج أو مجموعة العلاجات المفيدة لتخفيف ألم فمه، و قد تتضمن الخيارات العلاجية:
كلونازيبام (clonazepam) و هو دواء مضاد للاختلاج، يؤخذ في هذه الحالة على شكل أقراص
حمض ألفا ليبويك (Alpha-lipoic acid) و هو مضاد أكسدة قوي ينتجه الجسم بشكل طبيعي
مضادات السلاق الفموي
بعض مضادات اكتئاب
فيتامينات B
المعالجة السلوكية الإدراكية
بعض أنواع الغسولات الفموية
الأدوية المعيضة للعاب
كابسايسين (Capsaicin) مسكن ألم يُشتق من الفلفل الحار
لا يُنصح بإجراء الجراحة لعلاج متلازمة الفم الحارق.