تكريم "صباح" يستعيد زمن الرومانسية
نقولا طعمة-بيروت
تنال الفنانة اللبنانية صباح اهتماما خاصا في مهرجانات مختلفة حيث يتم اختيارها للتكريم. وقد انطلقت أولى بادرات تكريمها في مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما ستأخذ "الشحرورة" حيزا رئيسيا في مهرجانات بيت الدين السنوية، كما أحيت الفنانة ريما خشيش أمسية فنية بتقديم باقة من أغاني "صباح" في الجامعة الأميركية ببيروت أواخر الأسبوع الماضي.
فعلى مدخل القاعة، علقت ملصقات أفلام صباح مستعيدة عصرا ذهبيا مر على الشاشة العربية، ومذكرة بدفء رومانسي يتوق كثيرون له. فكانت عناوين مثل "كانت أيام"، و"قلبي يهواك"، و"ليلة بكى فيها القمر"، و"وادي الموت"، و"شارع الضباب".
وحضرت في هذه المناسبة صور نجوم كبار مثل فريد شوقي، وعماد حمدي، وكمال الشناوي، وشكري سرحان، ورشدي أباظة، وماجدة، وآخرين.
ريما خشيش تؤدي أغنيات الفنانة صباح
في قاعة الجامعة الأميركية ببيروت (الجزيرة نت)
الأيام الجميلة
وغصت القاعة بمئات الحاضرين التواقين لسماع أغاني الأيام الجميلة المفقودة من حنجرة رخامية لريما خشيش التي غنت "مرحبتين" من فيلم "أفراح الشباب"، و"روح على مهلك" من "العتبة الخضراء"، و"رايحة قابل حبيبي" من "أفراح الشباب"، و"علمني الحب" من "شارع الحب"، وأغاني أخرى، وتمايل الجمهور طربا مستذكرا مرحلة مر بها لبنان سبقت حروبا أتلفت جمالها.
واعتبرت ريما خشيش أن تكريم صباح في مهرجان دبي السينمائي ليس غريبا لأن هذه الفنانة الكبيرة مثلت أكثر من ثمانين فيلما، "وهي شخصية أساسية في السينما الغنائية بمصر وبلبنان. ومن هنا جاءت فكرة اختيار الأغاني التي غنتها صباح في الأفلام".
وأضافت خشيش في حديث للجزيرة نت "صباح القديمة تكاد تنسى، والناس يعرفونها في مراحل حياتها الفنية المتأخرة، ولا يعرفونها عندما كانت من أعظم المطربات اللواتي غنين الأغنية والموال الشعبيين. ولأن صباح القديمة لا تأخذ حقها اليوم، فمن المهم تسليط الضوء على أعمالها القديمة لما فيها من روائع".
يذكر أن ريما خشيش من المطربات الحديثات، لكنها متمسكة بالطرب الأصيل بعيدا عن الإيقاعات الاستهلاكية.
هلا شاهين رئيسة لجنة مهرجانات "بيت الدين" (الجزيرة نت)
مهرجانات بيت الدين
وستكرم صباح أيضا في مهرجانات بيت الدين الدولية التي تبدأ في لبنان بعد عشرة أيام. وتحدثت رئيسة لجنة المهرجانات هلا شاهين للجزيرة نت عن التكريم قائلة "تلخص صباح ستين سنة من العطاء الفني، وغنت أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، ومثلت ٨٥ فيلما، وما يزيد على ٢٢ مسرحية غنائية".
وأضافت "لا أعتقد أن أحدا في العالم العربي قدم هذا الكم من العطاء الذي ينقل الفرح والابتسامة. كما أنها أول فنانة عربية وقفت على مسارح في أوروبا، وكان ذلك في جولة في الستينيات مع روميو لحود، فكانت أولى من وقفن على الأولمبياد، وفي بلجيكا، وأميركا، أي أنها حملت صوت وغناء لبنان لكل العالم وسط الستينيات".
ولفتت هلا شاهين إلى أن تكريم الشحرورة يأتي ضمن عادة درجت عليها مهرجانات عماد الدين، كما أن التكريم سيكون مصحوبا بمعرض صور، وأضافت "لكن هذا العام لأن صباح مختلفة وما تقدمه مختلف، ستقدم الفنانة رويدا باقة من أغنياتها مع دبكة متناسبة مع الأغنية. تتغير الإضاءة والدبكة والمسرح بحسب جو الأغنية، ومن يحضر التكريم سيشاهد ١٥ لوحة مختلفة، مع دبكة قوية".
وبالتوازي مع العرض، سيقام خلال المهرجانات معرض صور يخبر عن حياة صباح الفنية، وستعرض أيضا ٢٠ قطعة من ثيابها التي -بحسب شاهين- "كانت رفيعة الذوق والجمال والأناقة والجرأة. وستعرض أيضا بعض أفلامها، وما يزيد على ٢٥٠ صورة تروي قصة حياتها. وهي ستكون معنا وهذا هو الحدث الأهم".