مساع لإنقاذ المبادرة الخليجية
الزياني يسعى لإعادة إحياء المبادرة الخليجية بعد رفض الرئيس صالح التوقيع عليها (الفرنسية)
تأتي زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الحالية إلى اليمن كمسعى أخير لإنقاذ المبادرة الخليجية التي تلفظ أنفاسها بعد رفضها من طرف شباب الثورة اليمنية ورفض الرئيس علي عبد الله صالح توقيعها، وانسحاب دولة قطر منها.
وقال الزياني إن زيارته التي بدأت مساء أمس السبت إلى اليمن هدفها حقن دماء اليمنيين وفق المبادرة الخليجية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن الزياني لدى وصوله صنعاء قوله إن هدف الزيارة مواصلة المشاورات مع كافة الأطراف اليمنية، على أمل أن يعود الجميع إلى المبادرة الخليجية التي تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وحقن دماء اليمنيين.
وأكد أن قضية اليمن لها أولوية قصوى في مجلس التعاون الذي سيواصل مساعيه حتى يصل إلى حل يرضي الجميع بما يكفل الحفاظ على السلم الأهلي وأمن وسلامة اليمن.
وأضاف الزياني الذي بدأ ثاني زيارة له في أقل من أسبوعين أن اليمن عزيز على كل خليجي، معتبرا أنه امتداد للخليج وأن أبناءه هم أهله.
والتقى الزياني أمس في صنعاء وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في مستهل الزيارة التي ستمتد ثلاثة أيام.
وكان الرئيس اليمني قد رفض توقيع المبادرة الخليجية التي تنص على استقالته وإعطاء صلاحياته لنائبه، وأصر على التوقيع بصفته رئيسا للمؤتمر الشعبي العام الحاكم لا بصفته رئيسا لليمن.
وكانت قطر قد أعلنت انسحابها من المبادرة الخليجية بسبب ما أسمته مماطلة وتأخيرا في التوقيع على الاتفاق المقترح، واستمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات، بما يتنافى مع روح المبادرة الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن بأسرع وقت.
شباب الثورة قالوا إن المبادرة الخليجية
لا تعنيهم (رويترز)
رفض
واعتبرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة أن المبادرة الخليجية منتهية لعدم توقيع صالح عليها، كما رفضها شباب ثورة التغيير في عموم المحافظات اليمنية وقالوا في بيان الثلاثاء الماضي "لا تعنينا أي مبادرات ما لم يتنح صالح عن الحكم فورا".
وأوضح عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك الدكتور عبد الله عوبل أن اللقاء وحلفاءه يعتبرون أن المبادرة الخليجية انتهى وقتها، وأكد أن المعارضة التحمت بالشباب وأصبحت جزءا من الساحة، وأن الأمور باتت تتجه نحو التصعيد الميداني حتى يسقط النظام.
وعن زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لليمن، أكد عوبل أنها لا تعني المعارضة في شيء، وأضاف أن "باستطاعة المسؤول الخليجي زيارة الرئيس، لكننا أوضحنا أن المبادرة الخليجية أصبحت في حكم الميتة".
وأضاف عوبل للجزيرة نت أنه كان من الواضح للمعارضة أن الرئيس لن يوقع على المبادرة، وهو يستخدمها لكسب الوقت، لكن اللقاء المشترك أعطى فرصة للمجتمع الدولي وللخليج كي يتأكدوا فعلا أن صالح غير مستعد للتنازل عن السلطة