أحب الفرح ولست مستعجلة على الزواج
ميسم نحاس: تصالحت مع نفسي
هي مرتاحة بعد ترك "روتانا" وتعيش حالة تصالح مع نفسها ومع الآخرين. بعد أغنية "بحبك" هي تعد لاطلاق أغنية فرح، وتتهيأ لدخول عالم الدراما الى جانب جورج خباز. وميسم نحاس المخطوبة ليست مستعجلة على احياء فرحها الخاص، أو هكذا هي تقول على الأقل. معها كان لنا حوار.
■ منذ إنفصالك عن "روتانا" عدت إلى خريطة الحفلات بقوة وتميزت بأغنية "بحبك" التي تركت صدى كبيراً منذ إطلاقها أوديو وفيديو، فما الذي تبدل؟
ـ ما تقولينه حقيقة واضحة أزعجت روتانا بل صدمت العاملين فيها. بعد أقل من شهر على إنهاء العقد طرحت الأغنية في الإذاعات وفيديو كليب على شاشات التلفزيون خصوصاً الشاشات التي تنافس "روتانا" وشاشاتها أعني شاشة ميلودي، وقد حصدت الأغنية نجاحاً باهراً. وبعد هذه الأغنية تدفقت عليَّ الحفلات والأعراس والمهرجانات. وقد علمت أن روتانا كانت تطلب سعراً مرتفعاً لحفلاتي بل سعراً يقارب الخيال بهدف أن تذهب عروض العمل الى أسماء أخرى في الشركة. بعد "روتانا" وجدت نفسي محاطة بالكثير من الأصدقاء من شعراء وملحنين، ومسؤولين في الإذاعات والتلفزيونات وكذلك من الصحافة المكتوبة، والعلاقة التي نسجتها معهم على مدى عمري المهني أثمرت عندما شعرت بحاجة الى أصدقاء.
■ هل تعتبرين نفسك مظلومة في السنوات التي أمضيتها مع "روتانا"؟
ـ في السنة الأولى كانت الأمورتسير على خير ما يرام. لكن لاحقاً كان التجاهل هو عنوان العمل معي. أغنياتي لم تحظ بالدعم المطلوب. لم أكن أصور فيديو كليب إلا بطلوع الروح، ولم يكن الـ"سي دي" يظهر إلا بعد معاناة. كنت في غاية الصدق والشفافية، لكنني كنت أواجه بالخداع والمداورة، ويبدو أن الوسط الفني لا يعترف بسلوك الدرب المستقيم، وهذا ما لن أتخلى عنه أياً كانت النتائج.
■ ما هي دوافعك لتقديم ترنيمة دينية في عيد الميلاد الأخير؟
ـ دوافعي تنبع من واجب ديني. نحن نقدم صوتنا لإسعاد الناس، ومن الطبيعي أن نقدم هذا الصوت لتمجيد الخالق. الترنيمة التي تحمل عنوان "باركنا يا يسوع" من كلمات وألحان خطيبي الدكتور مجد معوض.
■ هل أزعجك أن لا تبث الإذاعات هذه الترنيمة؟
ـ لقد تم بثها إنما ليس بالقدر الذي كنت أتمناه. بثتها "صوت الغد" و"ميلودي" وبكل تأكيد "صوت المحبة". ولا شك في أن إذاعات أخرى لم تفكر أساساً في بثها. هي أغنية مهداة الى السيد المسيح، وليس الى تلك الإذاعات أن تتقاضى بدلاً عن بثها. هي ليست أغنية لمناسبة دينية بل هي أغنية روحية. كنت أتوقع التعاون ولم أجده في هذه الأغنية.
■ فسر البعض تقديمك هذه الأغنية على ذوقه؟
ـ صحيح. ومنهم من قال أني قدمتها للدعاية الذاتية. لكن الذين فهموا هدفي بشكل صحيح وقفوا إلى جانبي ودعموني، وهم في الحقيقة دعموا الأغنية الدينية لما تحمله من معان في حياتنا. الأغنية نالت ما تستحقه وسمعها كل من يحبها، ومنهم من سجلها على "سي دي". نحن نعيش في عصر مادي، وحتى الأغنية الدينية لا تبثها إذاعاتنا من دون مقابل.
■ كنت في صدد قراءة مسلسل لبناني؟
ـ وقد وافقت على تقديم هذه التجربة. سأقف إلى جانب الفنان المميز والمبدع جورج خباز في مسلسل يحمل عنوان "ورتة خالي". النص لكلوديا مارشيليان والإخراج لزياد نجار والإنتاج لمروى غرب، وسيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مع إنطلاقة شبكة برامج الخريف وذلك في شهر أيلول المقبل.
■ هل لديك شغف بالدراما؟
ـ ليس الشغف هو الذي يقلقني. أنا في الأساس مطربة وأرغب في تقديم الفن الذي أحترفه وأبرع به. لكنني وبكل صراحة أحب خوض هذه التجربة.
■ هل نقرأ في هذه الصراحة تصالحاً مع الذات وصفاء نفس؟
ـ التصالح مع الذات هدفي الدائم في الحياة. أسعى الى التصالح مع ذاتي ومع ربي.
■ ما هو هدفك من الغناء؟
ـ إسعاد الناس ونفسي. لكل إنسان رسالة مفصلة له في هذه الحياة، وأشعر أني قادرة على إسعاد الناس بكلمة أو لحن أو مشاعر صادقة. هذا ما أبرع فيه فقط. الموهبة التي منحني إياها الله يفترض أن أوظفها والغناء هو للناس في نهاية المطاف.
■ هل تؤمنين بمقولة فن محترم وآخر غير محترم؟
ـ بكل تأكيد خصوصاً في أيامنا. في بعض الأحيان نشعر وكأن الفن أصبح سلعة مبتذلة. الجميع يعرف أن أهل الفن ليسوا متساويين في أهدافهم. ومن بينهم من يمتهن الفن بهدف مادي بحت. هذا ليس بجديد. انه أمر موجود منذ نوح. المادة تستهوي البعض ولا تستهوي البعض الآخر. هناك من يعتمد طرقاً غير صحيحة للحصول على المال، وهناك من يبحث عن الفن الجميل والأصيل من خلال الكلمة الجميلة. هذه الفئة تجذبني وأسعى لأن أكون في عدادها.
■ ماذا يقول ابنك رودي عن غنائك؟
ـ هو يحبني جداً كمطربة ويفخر بذلك. في بعض الأحيان يكون أمام واجب مدرسي للكتابة عن والدته أو والده أو حتى عن الفنون، وفي هذه الأثناء أكون على الدوام حاضرة ضمن هذا النص. لو كان منزعجاً لما فكر في الكتابة عني كفنانة.
■ بعد نجاح أغنية «بحبك» ماهو جديدك؟
ـ أنا في مرحلة الإعداد لأغنية جديدة. هي أيضاً من ألحان خطيبي الدكتور مجد معوض، إنما هذه المرة الكلمات ليست له بل للشاعر طوني أبي كرم. ويفترض تقديمها الشهر المقبل. الأغنية من النوع البلدي وتتسم بالفرح العامر، كما أنها أغنية مناسبة. وليس في الإمكان الإفصاح عن المزيد الآن.
■ علمنا أنها أغنية دبكة ولون شعبي جبلي؟
ـ صحيح، لكنها سوف تعتمد الأسلوب المعاصر في التوزيع الموسيقي، وهي تليق بالمناسبات والأفراح.
■ هل هي تحديداً أغنية أعراس؟
ـ هي أغنية سعادة بكل ما للكلمة من معنى، أغنية أمل وحب ولا تستدرجيني الى المزيد. أريد تركها مفاجأة، كذلك أخشى إستنساخ الفكرة.
■ بعدما صارت أغنيات خطيبك ناجحة بصوتك هل نقول أنك في مرحلة إحتكار لألحانه وكلماته؟
ـ هي المصادفة فقط. سمعت أغنيات جميلة من ملحنين آخرين. طلب مني مجد إعطاءه فرصة للتصرف بكلمات الشاعر طوني أبي كرم. وبعد ذلك إستمعت إلى اللحن الذي وضعه وكان جميلاً جداً. ربما لأن مجد صار يعرف جيداً الأسلوب الذي يجذبني هو ينجح في إقناعي. كما أننا معاً نبقى في تشاور دائم حول كل نغمة في اللحن. ليس معنى هذا أني فائقة الخبرة في مجريات التلحين لكني دون شك أدرك ما يليق بصوتي. كما أن وجود الوقت الكافي في مجالسة مجد يختلف عن الوقت الذي قد يمنحني إياه هذا الملحن أو ذاك. إنما بكل تأكيد لن يكون صوتي محتكراً لألحان مجد طوال الزمن. سوف أبحث عن ألحان أخرى.
■ هل باتت لقاءاتكما الخاصة كخطيبين مخصصة للعمل فقط؟
ـ تضحك وتقول:لا يستغرق اللحن كثيراً من الوقت. عندما يدرك كل منا ماذا يريد الآخر والأسلوب الذي يليق بصوته وشخصيته، فالأمر لا يتطلب الكثير من الوقت لإنجاز اللحن. لكني أحب جداً التنسيق بين المفيد والمثمر. مجد ومنذ زمن بعيد وقبل أن نلتقي يكتب الموسيقى للأفلام، وأصنف العمل معه في خانة السهل والبعيد عن أي تعقيد.
■ إذا كان مجد لا يحتكر صوت ميسم نحاس فهل تحتكرين أنت لحنه؟
ـ لست محتكرة على الإطلاق. هي رغبته في عدم التعاون على صعيد اللحن مع أصوات أخرى. هو لا يهدف الى تطوير حضوره الفني. كطبيب أسنان لديه الكثير من السفر نظراً وله عيادة في البحرين. هو يلحن في حالات تجل نادرة. وأنا شخصياً لا أحفزه على دخول هذا الميدان بقوة. كي يبقى قريباً وبعيداً، فهذا أفضل. مجال الفن فيه الكثير من التعب والكثير من القيل والقال، كما يتخلله الكثير من المواقف غير السعيدة.
■ أنت معروفة بإحياء الكثير من الأفراح فمتى تحيين فرحك؟
ـ ليس مطروحاً في الوقت الحاضر، وعندما يحين وقته سيقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين ولن يكون هناك فرح كبير. متى القرار؟ إنه ليس قريباً. نحن مرتاحان جداً الى الخطبة ولن نحرق المراحل. رغم أن الكثيرين يقولون “يللا ويللا “. لماذا؟ لست أدري إن كنت جالسة على قلب أحدهم.
■ وماذا ستغنين في هذا الفرح الصغير؟
ـ “بحبك”.
■ هل من خطة واضحة لمسيرتك الفنية في غياب شركة إنتاج؟
ـ الخطة الآن صارت أكثر وضوحاً. أنا مسؤولة عن نفسي ولا أحتاج الى الركض وراء هذا وذاك للسؤال عن الخطة والتحرك ومعرفة متى وكيف. أقوم بما يرضيني وأسجل الأغنية التي أحبها وساعة أشاء. مريح جداً العمل بعيداً عن شركة إنتاج. لحظة تركي “روتانا” كانت أغنيتي في الأسواق بينما روتانا ماطلت لأكثر من سنة ولم تنزل لي أغنية.
■ هل ستكون الأغنيات متباعدة؟
ـ يعود التوقيت الى الأغنية الجميلة في حد ذاتها ومتى وجدت هي تفرض نفسها وموعدها. والأغنية الناجحة لا يمكن إتباعها بأخرى بكل تأكيد، ويفترض أن نعطيها فرصة الإنطلاق والوصول إلى الناس.