ملحم زين يحاكي بيئته الاجتماعية
الإثنين, 14 مارس 2011
بيروت - نذير نور الدين
تتحول الأغنية الخاصة التي يؤديها المغنون لمواليدهم الجدد، الى أغنية عامة، تحظى بانتشار مقبول، وتحاكي كل أم وأب يرغب بتكريم مولوده. واذا كانت الأغنيات «العائلية» مقتصرة على المغنيات الأمهات، بدءاً بفيروز التي غنت لابنتها ريما «ريما الحندقة»، وصولاً الى نانسي عجرم التي غنت لمولودتها «ميلا»، فإن المغني ملحم زين دخل بورصة غناء الفنانين لأولادهم، كواحد من المغنين الذكور القلائل الذين يغنون لأبنائهم، ومنهم طلال مداح الذي رثا طفله في أغنية «وترحل».
اليوم، تظهر أغنية زين «يا حبيب بيّك» من كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة التي أهداها الى نجله علي احتفاءً بعيد ميلاده الأول، مخالفة تماماً لما هو سائد من الأغاني الموجهة للأبناء. فقد خرجت من إطار الأغنية العاطفية (الأبوية) الصرف لتحكي قصة بيئة اجتماعية ينتمي إليها زين. استهلها بالدعاء بطول العمر والأمنيات، لينتقل الى المفاخرة بأن مولوده يحمل اسم جده (والد زين)، وأفصح عن هذا الأمر علانية خلال الأغنية التي ورد فيها «على اسم جدك أنا سميتك»، واستطرد بأمنية مستعجلاً المستقبل بالقول «على مربى بيي أنا ربيتك».
وتحاكي الأغنية، بواقعها وأمنياتها، امتداد زين الاجتماعي في بيئة تفاخر بأصولها، وبانتمائها الى عائلة ممتدة ما زالت محافظة على جذورها. الأمنيات، كان لها حصة الأسد من الأغنية متفوقة على العواطف، وهي تجربة جديدة في الأغاني الموجهة للأطفال.
تماهى زين بنفسه وبمحيطه، وكرّس العرف الذكوري الذي يحيط به، وهو ذوبان الفتيات بحب الشاب، معبراً عنه بالقول «قلوب البنات تذوب وتغلي غلي»! وذهب المغني اللبناني بعيداً في أمنياته، مستشرفاً مستقبلاً آخر يتمثل بتحوّله الى جدّ، ليقول ابن المولود علي «جدي أبو علي».
واذا كانت أغنية «يا حبيب بيّك» مختلفة عن السياق العام للأغنيات الموجهة للأبناء، كونها أغنية إيقاعية، فإنها بدت منسجمة مع تجربة ملحم زين الغنائية، المرتبطة بالأغنية الإيقاعية الفلكلورية، وقد يكون هذا الاختيار الموسيقي قد منح الأغنية حافزاً إضافياً للنجاح يتجاوز مسألة الكلمات المعبرة عن بيئته الاجتماعية، ما يجعلها، في وجه غير منظور منها، صالحة للرقص الفلكلوري على غرار «غيبي يا شمس» وغيرها من أغنيات زين.
وتبدو هذه الأغنية أكثر واقعية من تجارب مماثلة أخرى، كونها تحاكي شريحة كبيرة من اللبنانيين، وتخرج من الإطار السوريالي الذي طغى على التجارب التي ظهرت في معظم الأغنيات الموجهة للأطفال مثل أغنية نوال الزغبي التي غنّت لابنتها «تيا»، وماجدة الرومي التي أهدت ابنتها هلا أغنية «بيوم عرسك» التي كتبها طلال حيدر ولحّنها سليم عساف، في حفل زفافها، إضافة الى الفنانة أصالة نصري التي قدمت أغنية «بتعرف حبيبي» من كلمات سهام الشعشاع وألحان جان ماري رياشي قبل عامين لابنها، والتي صدرت ضمن ألبوم «نص حالة». غير أن أغنية أصالة تميزت بنمطها الرومانسي، وبمشاعر الأمومة والعاطفة الخالصة. وقد تكون هذه الأغنية من أنجح الأغنيات التي قدمت لأبناء المغنين، كونها تخطت وجهتها الأساس، ووصلت الى كل أم وكل طفل وكل حبيب بمعانيها والموسيقى التي قدمت ضمن إطارها.
في سياق متصل، يرى المتابعون أن الوجه الآخر لنجاح أغنيتي أصالة وملحم زين، والذي يتخطى نجاحات أغنيات مماثلة، يعود الى توقيت صدورهما. فقد ظهرت أغنية أصالة ضمن ألبوم ناجح في وقت غابت عنه الأغنيات الموجهة للأطفال، وازدادت نجاحاً بسبب الأزمات العائلية التي عاشتها في تلك الفترة. أما أغنية زين، فيعود نجاحها الى التوقيت الذي قلت فيه الإصدارات، إضافة الى نغمتها الإيقاعية.