وليد سيد: الفحص الوراثي للأجنة قبل استرجاعها يزيد من فرص الحمل

عمر الزوجة وجدار الرحم وجهاز المناعة شروط تحدد نجاح التلقيح
وليد سيد: الفحص الوراثي للأجنة قبل استرجاعها يزيد من فرص الحمل

بعد الزواج بفترة لا تقل عن سنة من ممارسة حياة طبيعية بين الزوجين وعدم حدوث الحمل، تبدأ الزوجة بزيارة العيادة النسائية والقيام بالكشف اللازم. والهدف من ذلك معرفة سبب تأخر الحمل، غير أنه من الضروري في هذه الحالة أن يخضع الزوج لفحوصات مماثلة تحدد نوعية الحيوانات المنوية لديه وعددها داخل السائل المنوي.

يتحدث الدكتور وليد رضا سيد- المدير الطبي واستشاري طب النساء والولادة وعلاج العقم في «مركز هيلث بلاس لصحة المرأة» عن الخطوات المتبعة لمساعدة الزوجين على تسهيل عملية الحمل المعقدة. وهو الذي قام خلال مسيرته المهنية بعلاج أكثر من 5000 حالة عقم، ويدير الكثير من الندوات الطبية. كما يتشارك بخبرته مع نخبة من الأطباء حول العالم في مؤتمرات متخصصة تعقد في الولايات المتحدة الأميركية، وسويسرا، وإيطاليا، وإسكتلندا، وتركيا.

أسباب وعلاجات

يذكر الدكتور سيد أن أطفال الأنابيب هي تقنية تلقيح عدد من البويضات خارج الرحم، واختيار أفضل الأجنة من الشكل الخارجي وعدد الخلايا المنقسمة لنقلها إلى داخل الرحم. وهذه هي الطريقة المتبعة في معظم وحدات الخصوبة وعلاج العقم في كافة أنحاء العالم. ويعدد الأسباب الرئيسة التي يواجهها يومياً في العيادة على الشكل الآتي:

أولا: عدم حدوث الإباضة الشهرية، أو حدوث إباضة ضعيفة تنتج منها بويضة غير قابلة للتلقيح. والسبب الأبرز هنا، هو تكيس المبايض الذي يرجع إلى مسببات عرقية، أو وراثية، أو زيادة في وزن المرأة، أو إصابتها بداء السكري.

ثانياً: ضعف الحيوان المنوي لدى الزوج، والذي يتمثل في قلة العدد أو ضعف الحركة أو زيادة نسبة التشوهات فيه أو عدم خروجه أصلاً من الخصية.

ثالثا: تلف أو انسداد «قناتي فالوب» عند المرأة، والأسباب كثيرة منها حدوث التهابات متكررة، أو التصاقات تتكون بعد الخضوع لجراحات في البطن، أو الإصابة بمرض بطانة الرحم.

خطة علاجية

يتابع الدكتور سيد أنه بعد القيام بالفحوصات اللازمة، وعند معرفة السبب المؤدي إلى عدم حدوث الحمل، يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة علاجية تعتمد على السبب الرئيسي. «مع العلم أنه ما يقارب من 30% إلى 35% من الحالات، لا يكون سبب عدم الحمل فيها واضحاً، أو يرجع العائق إلى أكثر من سبب».

ويوضح أنه في حالة عدم الإباضة يبدأ الطبيب بتحفيز المبيض للحصول على ما لا يزيد عن 3 بويضات. وذلك باستخدام بعض الهرمونات المنشطة للمبيض، منها ما يؤخذ بالفم، ومنها ما يتم حقنه في العضل أو تحت الجلد. وبعدها، يقوم الطبيب بتحديد الموعد الأمثل للاتصال الجنسي. ويقوم الطبيب بعملية الحقن في حالة وجود ضعف بسيط في الحيوان المنوي للزوج أو وجود خلل ما في عنق رحم الزوجة أو أسباب أخرى تمنع الاتصال الجنسي بطريقة طبيعية. وتتم هذه التقنية عبر غسل الحيوان المنوي وتحضيره في المختبر ومن ثم حقنه داخل رحم الزوجة بطريقة التلقيح الصناعي. أما في حالة عدم وجود سبب واضح لحدوث معوقات في الحمل لمدة 3 سنوات، أو بعد عدة محاولات من العلاجات السابق ذكرها، يقرر الطبيب اللجوء إلى تقنيات أخرى. وهي ما يعرف بأطفال الأنابيب.

أطفال الأنابيب

يشرح الدكتور سيد تفصيلياً الإجراءات المتبعة في تقنية أطفال الأنابيب، موضحا أنها تمر بـ5 مراحل أساسية:

المرحلة الأولى: تحفيز أو تنشيط المبيض بالتوازي مع برنامج علاج يحدده الطبيب. إذ تقوم المريضة بزيارة العيادة النسائية في بداية الدورة الشهرية لإجراء فحص «السونار» للتأكد من عدم وجود أي عائق لبداية العلاج. وتبدأ بحقن الهرمونات بجرعات مناسبة لحالتها بهدف الحصول على عدد من البويضات يتراوح من 4 إلى 15 بويضة. وعند وصول حجمها إلى النضوج، يتم تحديد موعد لسحبها.

المرحلة الثانية: تستغرق عملية سحب البويضات من 5 إلى 15 دقيقة، تكون المريضة فيها تحت التخدير الكلي، إلا في بعض الحالات الصحية التي تستوجب إعطاء المسكنات.

المرحلة الثالثة: تتم داخل المختبر الذي يعتبر جزءاً أساسياً من نجاح عملية أطفال الأنابيب التي تتم بطريقتين. الأولى تسمى (IVF)، يتم فيها وضع الحيوانات المنوية للزوج بعد غسلها مع البويضات لمدة أقصاها 5 أيام. ويشترط في هذه الحالة أن تكون الحيوانات المنوية ذات جودة عالية. أما الطريقة الثانية فتسمى (ICSI)، يتم فيها الحقن المجهري لحيوان منوي واحد داخل البويضة، ووضعها بعد ذلك في الحضانة.

المرحلة الرابعة: استرجاع الأجنة بعد اختيار متقن لأحدها. وهنا يلعب سن الزوجة دوراً أساسياً في عدد الأجنة المسترجعة داخل الرحم. فإذا كانت في الثلاثين من العمر، ينقل إليها جنين واحد. وإذا كان عمرها ما بين 30 و35 عاماً ينقل إليها جنينان، وإذا كانت فوق الـ 35 من العمر، فمن الأفضل أن تنقل إليها 3 أجنة. وهنا توجد بعض الاستثناءات بحسب الوضع الصحي للمريضة، مع ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من تعدد الأجنة التوائم مما يصاحبها من أخطار على الأم والجنين. بعدها يتم إرجاع الأجنة داخل الرحم باستخدام قطرة خاصة تمر من عنق الرحم تحت مراقبة بالـ»سونار» الخارجي.

المرحلة الخامسة: اختبار الحمل بعد مرور أسبوعين من إرجاع الأجنة ومن استخدام هرمون «البروجيستيرون».

أسرار

بعد كل ما تقدم من ذكر لأساليب وتقنيات حقن الأجنة في الرحم، قد لا يحدث الحمل مع تكرار التجربة! وبعد عدة محاولات يتساءل المرضى عن سبب هذا الفشل، وهنا يقول الدكتور سيد: «غالباً لا يستطيع الطبيب الإجابة عن هذا السؤال، لأن نسبة حدوث الحمل في هذه الطريقة تتراوح بين 35 و40%. وهنالك أسباب لا تزال غير معروفة، لأن أسرار التصاق الجنين داخل الرحم لم تكتشف بأكملها بعد». والمعروف حتى الآن أن العوامل المؤدية إلى هذا الفشل قد ترتبط بعمر الزوجة إذا تخطت الـ38 عاماً، أو بسوء نوعية الأجنة المسترجعة، أو بعدم تهيئة جدار الرحم لاستقبال الأجنة. وهنالك دراسات تعتقد بأن جهاز المناعة له عامل كبير في إنجاح هذه العملية. ويتم العمل حديثاً على تقنيات متقدمة لزيادة فرص الحمل لدى الحالات المستعصية، وهي ما يسمى بالفحص الوراثي للأجنة قبل استرجاعها.

باقة من بطاقة

◆ الدكتور وليد رضا سيد حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من مصر.

◆ اكتسب خبرته العملية الأولى لمدة عامين. اتجه بعدها إلى ألمانيا، وعمل كطبيب مقيم في اختصاص التوليد والأمراض النسائية.

◆تخصص في علاج العقم (IVF) وعمل كذلك في عدة مستشفيات ومراكز لعلاج العقم. وفي عام 2006 انتقل إلى مستشفى «توام» في العين، حيث عمل استشارياً في المجال نفسه.

◆ يشغل حالياً منصب المدير الطبي واستشاري طب النساء والولادة وعلاج العقم في «مركز هيلث بلاس لصحة المرأة».