نقولا نخلة: اسلوبي الغنائي مختلف عما هو سائد!
الملحن المتميز في أول ألبوم غنائي له
بيروت ـ من زهرة مرعي: 'القلب الحنون' هو السي دي الأول للملحن المتميز نقولا نخلة سعادة. لم يكن السي دي مفاجأة الموسم الفني في دخول نقولا إلى عالم الغناء. فقد سبقته تجارب في ثلاث أغنيات متباعدة مهدت له الطريق. الفنان الذي وجد شهرته كملحن للطرب وعبر أصوات قديرة، يشق طريقه كمطرب من خلال أداء درامي ممتع خاص به وحده.
مع نقولا سعادة نخلة كان هذا الحوار:
* لمن تقدم هذا السي دي؟
* للناس والناس وحدهم من يحددون استمراري أو توقفي في هذا الجانب الفني.
* وماذا قال الناس حتى الآن؟
* لم يقولوا إلا ما هو خير والحمد لله.
* في تقديمك لسي دي 'القلب الحنون' هل عزمت على تحدٍ معين؟
* 'الله معا' كانت الأغنية الأولى التي قلتها صدفة ولقيت إقبالاً وقبولاً من المتلقين، أحببت تكرار التجربة من خلال موضوعات أحب التعبير عنها ولم تجد من يقولها من المطربين. ومن هذه الأغنيات 'كوني مرا' و'تقبريني'. وهما أغنيتان لم تجدا من يتشجع على قولهما. فكان القرار مني طالما تمّ قبولي في أغنية 'الله معا'. فقدمت سي دي 'القلب الحنون'.
* ترحيب الناس بك وقبولك مطربا بعد ثلاث أغنيات منفردة، ومن ثم سي دي هل هذا يعني أن الناس كانت بحاجة لهذا النوع من الغناء أو لهذا الشكل التعبيري الذي قدمته؟
* لا شك بوجود عوامل عدة لقبولي في الغناء أولها ما ذكرته. فالموضوعات التي غنيتها مختلفة كلياً عن السائد في ساحة الغناء. أسلوب غنائي والموسيقى المترافقة معها وكذلك الموضوعات التي قدمتها تشكل حالة خاصة وهي غير شبيهة بما هو موجود.
* ماذا عن أغنية 'كوني مرا' المباشرة والصريحة؟ هل يعقل أن أحداً غيرك لم يقبل قولها؟ أم هي كتبت لك؟
* التعاون بيني وبين مروان خوري قديم العهد في الشعر والتلحين. أحب جداً كلمات مروان. وبحوزتي اكثر من نص مشغول له منها 'الله معا'
و'كوني مرا' وأخرى ما زالت بين يديّ. لحنت الأغنية ونفذتها كما هي في الاستوديو. 'كوني مرا' سمعها الكثير من المطربين. جميعهم خاف من كلمة 'مرا'.
*هل لنا معرفة الأسماء؟
* أكيد لا. كثير من الأغنيات التي أديتها والتي تضمنها السي دي عُرضت على الكثير من المطربين، لكني لن أدخل في الأسماء. فالتسمية لن تزيد أو تنقص في الموضوع. أنا بالطبع أعذر هؤلاء المطربين. فالمطرب قد يرى نفسه مع بعض الكلام وقد لا يرى نفسه في كلام آخر، وهذا حقه. انها مسألة مشاعر واحاسيس وحق ذاتي لكل فنان.
*هل كنت متوجساً من أغنية معينة في السي دي؟
* التوجس من ردة فعل الجمهور يبقى هاجساً مرافقاً للفنان. من دون شك بوجود أنماط مختلفة من الغناء في السي دي، وكذلك للناس أذواقهم المختلفة. وهذا طبعاً ما يشجع على التنويع. مثلاً أغنية 'فردها' بمجرد سماعي لها أحببتها، وكذلك غنيتها بقناعة تامة. لكني وبصراحة كنت أخشى أن يكون هذا اللون خارج الصورة التي يراني بها المتلقون. لكنها لاقت قبولاً كبيراً.
* حيال 'فردها' هل نقول ان الناس تحتاج لهذا النوع من الغناء الذي له طابع الفرفشة والسخرية من الواقع؟
* هو ليس بلون جديد، كثر سبقوني إليه. جميعنا بحاجة لمصادر فرح لأن الحياة فيها الكثير مما يحزن. محفزات الفرح مطلوبة في كافة الميادين. ويمكن أن نلفت الناس إلى ضرورات الفرح من خلال الأغنية التي تعتبر وسيلة تسويق مهمة جداً وفعّالة. وهكذا من الجائز تحميلها مضامين تدعو للفرح والسعادة.
* السي دي يتضمن شعراً للكاتبة مريم شقير أبو جودة وكذلك للشاعرة سهام الشعشاع. ماذا وجدت في الشعر النسائي؟
* مع احترامي لكل الأسماء التي تعاونت معها. وأشكرهم جميعاً. وأنا فخور بالتعامل مع الجميع حتى مع من هم جدد وغير مشهورين فهم قدموا لي ما هو جميل جداً. الجميع تعاون معي من قلبه وعمل بمحبة لنجاح هذا العمل. أشكر مريم لأنها كبيرتنا جميعاً وتحتضننا جميعاً، خاصة أنها غير موجودة على صعيد الأغنية لكنها أعطتني ما هو جميل جداً. وعلى الصعيد الشخصي أحب وأعز سهام جداً، وثمة توأمة تنشأ وتبنى بين كلمتها ولحني وبالتدريج. وهي فنياً تكتب بأسلوب أتمكن من فهم كافة أبعاده. كما أني أقرأ ما بين سطورها وقادر على التعامل بذلك عبر اللحن.
* ماذا عن أغنية 'بعدك معي'؟
* بصراحة هذه الأغنية عُرضت على كافة مطربي لبنان والوطن العربي أجمع. هم جميعاً خافوا من كلمة 'التخت' أي السرير. والجملة تقول: بعدو حنينك ع التخت. لست أدري ما هو الغلط في هذه الجملة؟
*هل تعتقد أن لكلمات الأغنية حرية في الذهاب إلى مطارح جريئة كما هو متاح للنص الشعري أو الأدبي؟
* من الضروري أن يتمتع الشعر المغنّى بذات الأفق الرحب الموجود والمتاح للديوان الشعري وكذلك للنص الأدبي. ولا شك أن بعض الموضوعات ليست متاحة للأغنية. الموسيقى سر كبير ومفتوح ويمكننا أن نضع فيه ما نشاء. لكن إن أردنا تحميل هذه الموسيقى كلاماً فمن الضروري أن يكون هذا الكلام قد أخذ بعين الاعتبار من يسمع؟ وماذا يسمع؟ وماذا نريد أن نقول له؟ ونحن نعيش في عصر إعلام صعب ومتعدد، فالمضمون يؤثر في كثير من الناس. وإن كنا بصدد أخذ هذا المضمون إلى مكان غير 'كويس' فنحن بالتالي سنأخذ الناس إلى المكان نفسه. ما أحبه وأشعره أن كلا منا عليه السعي للتحسين، سواء كان شاعراً أو مطرباً أو صحافياً. كما علينا الاهتمام والإضاءة على الموضوعات التي يمكن أن تأخذنا على الأقل، إلى ما يرضي إنسانيتنا وتقاليدنا وعاداتنا، وكذلك ما يرضي طبيعتنا البشرية.
* تحاول من خلال كتابة كلمة الأغنية بنفسك مسك مجد هذا الفن من أطرافه الثلاثة. هل التفجر الشعري لديك متاح بسهولة؟
* دائماً تأخذني الكلمة إلى حيث أكون صادقاً مع ذاتي. أقول مشاعري الإنسانية المتبدلة بين فرح وحزن. مع الكلمة أشعر براحة البوح والتعبير. كلمتي تشبهني في حالاتي جميعها. وأنا في هذا الجانب الفني لست غزيراً جداً.
* ما هو البرنامج الذي تختاره في حفلاتك وأنت المنحاز إلى حد كبير إلى الطرب؟
* قد تكون الجملة الشعرية واللحنية شعبية وحاملة للكثير من الطرب إضافة للرقص. الطرب ليس على الإطلاق مقروناً بالجملة اللحنية الكلاسيكية. الطرب هو جملة موسيقية نشعر معها بالجمال الموسيقي. ومن الممكن أن تتضمن إيقاعاً سريعاً وتؤدي في الوقت نفسه للسلطنة والطرب، بحيث نقول حيالها آه. وقد نكون مع موسيقى ذات إيقاع بطيء ولا تطربنا. المهم هو الكلمة الحلوة واللحن الجميل. وكذلك لا ننسى التركيز على الأداء الذي يشبه الأغنية. ما أختاره من أرشيف الكبار الذين سبقونا موضوعات لها جاذبيتها لدى الناس.
* ما هو تبريرك للتناقض الشعري والتعبيري بين عدد من أغنيات السي دي منها 'الله معا' و'ريتك تقبريني'؟
* كما سبق وقلت هي حالات نعيشها كبشر. قد يصل أحدنا حتى مع الإنسان الذي يحبه إلى 'الماكسيموم وما بقا بدي'. 'الله معا' تتضمن سيرة إنسان قام بكل المتوجب عليه حيال الحبيبة، إن كانت هي غير راغبة بمتابعة الطريق ندعو لها بـ'التسهيل' في حياة جديدة. وهي لا شك ستعرف أني لم أخطئ بحقها. وأغنية 'ريتك تقبريني' كانت تحمل رسالة تقول بأن الفتور بين المرأة والرجل لا يعني أن نهاية الكون قد حلّت. نحن في عصر ومع بشر يتمتعون بالخلق الضيق والصبر المفقود.
* من هم في ميدان الغناء غير مرحبين تماماً بدخول جدد إلى الساحة. هل يحبطك هذا الواقع أم يجعلك تتعرف إلى طينة البشر؟
* بالمختصر المفيد أقول للجميع بأن الموسيقى جمال إلاهي، كما أن الكلمة هي أساس العمل. ومن واجباتنا في الوسط الفني أن نتوجه للناس بطريقة ملؤها الحب والانفتاح والقبول بالآخر. أتمنى أن يكون الوسط الفني قدوة للآخرين. وليس العكس. 'الدني مش حرزانة' لا قهر ولا زعل ولا حرب. كما أن العمر قصير. وعلى الجميع أن يدرك أن الفضاء كبير ويتسع للجميع.
* في العادة نعرفك مهتماً بالنوعية وليس بالكمية ومع إنشغالك بالغناء ستصبح أقل عطاءً في الألحان؟
* ليس لهذا انعكاس على ذاك. لكني وفي كل الحالات لا أقدم أغنية على سبيل الواجب. ليس فرضاً على نقولا أن يقدم كل يومين أغنية. من المؤكد أن وتيرتي في العمل ستستمر هي نفسها.
* لكن من سبق له التعاون معك سيقول هو يختار الأجمل لصوته كما يقال لمروان خوري؟
* من المعروف عني أني لا أتصل بالفنانين لأقول لهم تفضلوا لدي لحن لكم. وعندما غنيت وبهدف أن لا أخسر جانب التلحين الذي أحبه، حيث لدي ألحان أرغب بقوة بأن أسمعها بأصوات جميلة لآخرين، ولهذا استبقت ردة فعل المطربين واتصلت بهم لأخبرهم بخطوتي. من أحبني بالغناء أقول له شكراً. ومن لم يحبني ليس لي أن أجبره.
* ما هو الصوت الأكثر تعبيراً عن لحنك؟
* كثر غنوا لي وكانوا رائعين. في المرحلة الأخيرة كنت راضياً عن الكثير من الأصوات. منذ قررت التعامل مع النغمة لم أتعاون ولم ألحن سوى لأصوات أحبها بدءاً من صبحي توفيق، وائل جسّار، ماري سليمان، جوزف عطية، شذا حسون، إبراهيم الحكمي، آدم. وأعتذر أن نسيت أحدهم.
* هل لا تزال لديك النية في تبني أصوات جديدة؟
* لأني أعمل حالياً على اهتمامات أخرى ابتعدت عن تبني أصوات جديدة. لكن في الزمن المقبل وإن كانت الظروف مناسبة فليس بعيداً عني التعامل مع صوت يعني لي.
عدد المساهمات
نقاط
السٌّمعَة
العمر
موضوع: نقولا سعادة نخلة: اسلوبي الغنائي مختلف عما هو سائد! 
الأحد أكتوبر 31, 2010 8:04 pm
دردشة وصداقة