الجنس : الوطن : المزاج : الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 845نقاط : 2267السٌّمعَة : 23العمر : 35
موضوع: ألبوم فيروز.. (ايه في أمل) ان نسمع غناء حقيقيا الأربعاء أكتوبر 20, 2010 2:51 am
ألبوم فيروز الجديد ''إيه في أمل'' احفظ الخبراطبعأضف تعليق ارسل10/19/2010 11:32:00 AM بقلم ناجي حسين
لا تحتاج فيروز لمقدمات، ولا يحتاج زياد الرحباني لتعريف ، يمكن أن تعتبرهما علامة الجودة والضمان الأبدي على أي شيء وضعوا بصمتهما عليه، هي ..ظلت صوت الرحبانية الذي ينقل ابداعاتهم للعالم ..أكثر من ثلاثين عاما صدحت بأجمل أشعار وموسيقى الاخوين رحباني (عاصي زوجها ومنصور شقيقه )، وهو خرج من رحم الرحبانية ..صحيح أنه يحمل جينات غربية تسيطر عليها نزعات موسيقى الجاز ، الا أن جينات الابداع الرحباني لم تفارقه لذلك ظل الملحن الاوحد لوالدته فيروز بعد وفاة منصور الرحباني.
"ايه في أمل" هو عنوان البوم فيروز الذي تم طرحه في الاسواق يوم 7 أكتوبر وتسربت أغانيه الواحدة تلو الاخرى على مواقع الانترنت المختلفة قبل هذا التاريخ وبعده.
كل عشاق فيروز وانا منهم كانوا ينتظرون الالبوم بفارغ الصبر ، فهاهي فيروز تطل علينا بعد أكثر من 12 عاما من الغياب بعد طرح آخر البوماتها مش كاين هيك تكون ، بل وتشدو في حفلين في بيروت بهذه الاغاني.
"قال قايل"، و"الله كبير"، و"قصة زغيري كتير"، و"ايه في أمل"، و"ما شاورت حالي"، و"كل ما الحكي"، هي كل أغاني الالبوم مع مقطوعتين موسيقيتين لزياد الرحباني مؤلف وملحن جميع أغاني الالبوم.
تتألق فيروز في كل أغاني الالبوم رغم أنها سجلت معظمها منذ سنوات بل وتأجل طرح الالبوم منذ عامين ، لكن يظل صوتها الدافيء قادرا على تبديد كل سحب الاكتئاب والملل التي نعاني منها ، فيروز تستطيع بصوتها أن تجعل من يستمع اليها يدخل في الحالة التي تحكيها الأغنية خلال ثواني ..لا تحتاج لمقدمة موسيقية طويلة ولا تحتاج لان تستمع منها الى الكثير لكي تجد نفسك وقد توحدت معها ، أصبحت جزءا من الحالة التي تعيشها.
في كل أغني الالبوم تخاطب فيروز حبيبها الذي انتهت قصة حبهما ، هي قصة واحدة موجودة طوال الالبوم ، لكن تفاصيلها تتضح من أغنية لأخري ، فهو في " قال قايل " يقول عنها كلاما سيئا لكل أصدقائهم ويتهمها بأنها سبب فشل قصتهم ، بينما يواسيها أصدقائها في مقاطع الاغنية بكلمة " معلش " وفي أغنية "كل ما الحكي" تتألم مما يقوله وتطالبه بأن يسكت قليلا أو يقول الصدق لان الكلام زاد عن الحد، وفي " الله كبير " تواسي نفسها.
ثم في " ما شاورت حالي " تؤكد له انها لم تتخذ قرار بعد لانهاء العلاقة وأنها لازالت تفكر ، وفي "قصة زغيري كتير " تحكي له حكايتهم ببساطة ، فهي كانت تحبه فعلا وهو كان يتسلى، كانت تتفق معه على موعد وهو يذهب لينام، أما في ايه في أمل فهي تؤكد في جلسة جمعتهم معا أن العلاقة بينهما ماتت وشبعت موتا ..ثم يسالها هل هناك أمل فأجابت إجابة عبقرية ..نعم هناك أمل ..لكنه الأمل الذي يخرج من رحم الملل، الأمل الذي يريد أن يتمسك به صاحبه لكي لا يموت من الحزن ، لكنه ليس أملا حقيقيا بل أمل زائف يعيش عليه الانسان، هي حالة تمتد طوال الالبوم ..تشعر بها في صوتها الحزين ، وتشعر بها تنساب من الموسيقى ، تظهر وتختفي لكن لا تملك الا أن تقول معها في ختام الاغنية ..إيه في أمل.
هو نفس الأمل الذي نعيش عليه في مصر أملا في تحسن الاحوال ، نفس الأمل الزائف الذي نصبر به أنفسنا ، بكلام من عينة ..إن شاء الله بكرة هيبقى أحسن ، مهو مفيش أسوأ من دا حال ، ما هي لازم تجيب آخرها علشان الاحوال تتحسن ، بكرة أحلى م النهاردة ( وهي بالمناسبة أغنية وطنية لشادية " وكلام نقوله لكي نصبر به على حالنا الذي من المؤكد أنه لن يظل على هذا الحال ابد الدهر، لكن فيروز حسمتها بقولها " إيه في أمل ..أوقات بيطلع من ملل ".
المهم أنني اريد أن أتوقف أمام 3 أغنيات في هذا الالبوم ..ألاولى هي أغنية البنت الشلبية التي أعاد زياد توزيعها بمهارة شديدة حافظت على اللحن وأعطت له لمسة سحرية ، أما صوت فيروز فأنا أعتقد أن ادائها هذه المرة أجمل بكثير من الأغنية الاصلية، تألقت وجملت واستخرجت من مستودع موهبتها الذي لا ينضب ابدا حتى تشعر أنها صغرت أكثر من عشرين سنة بصوتها الندي وأدائها الممتع.
الأغنية الثانية هي الله كبير ..وأنا هنا لا اريد أن أتوقف أمام صوت فيروز ، فالبطل في هذه الأغنية هو لحن زياد العبقري ، المقدمة ليست طويلة .. بل جملة لحنية قصيرة ، يتبعها صوت فيروز الهاديء ، ثم جملة لحنية طويلة شجية لا تملك أمامها الا أن تغلق عينيك لتستمتع بالانسياب غير الطبيعي للحن.
أما الأغنية الأخيرة فهي قصة زغيري كتير التي يستلهم فيها زياد روح موسيقى مقدمة 87 التي ابدعها الرحبانية في حفل بيت الدين عام 1987 ، لكنه أضاف اليها عبقريته الموسيقية الكثير.
أخيرا ..أنا شهادتي في فيروز شهادة مجروحة ..وأي كتابة عنها ستكون كتابة غير محايدة لاني مفتون بصوت هذه المطربة العظيمة ..مفتون بقدرة الرحبانية على صياغة الكلمات بخيال يفوق الحدود ، لدرجة أنني كنت أقفز من على الكرسي عندما كنت أسمع إحدى مسرحياتها واسأل نفسي كيف استطاعوا الوصول الى هذه الجملة أو هذا الخيال ، إذن لو كنت تنتظر مني نقدا محايدا للالبوم ..آسف أنني خذلتك.